حمش.. منجم الذهب الفرعوني يعود للحياة ويكتب فصلاً جديداً
في تاريخ التعدين المصري

في قلب الصحراء الشرقية المصرية، ينبض منجم “حمش” العريق، الذي يعود تاريخه إلى العصر الفرعوني، كأحد أقدم مناجم الذهب في البلاد.
بعد توقف دام أكثر من خمسين عامًا، عاد المنجم ليخطّ صفحة جديدة في تاريخ التعدين المصري عام 2007، ليصبح رمزًا للتحدي والفرص وسط تحديات كبيرة واجهت مسيرته.
بدأت قصة عودة حمش بإنتاج أول سبيكة ذهبية تجريبية عام 2007، تلتها سبيكة رسمية في 2008، ثم تواصل الإنتاج بوتيرة متصاعدة حتى وصل إلى 232 كجم ذهب عالي النقاء عام 2020، مع تسليم جميع الإنتاجات للبنك المركزي المصري، في إنجاز غير مسبوق منذ عقود.
رغم هذا التقدم، تعرض المنجم لعدة أزمات منها توقف العمل في 2012 بسبب الأوضاع السياسية، ومخالفات بيئية خطيرة كشفت عنها لجنة تقصي الحقائق في البرلمان عام 2022، حيث تسربت مواد سامة إلى المياه وتضررت البيئة المحيطة.
حمش
لكن التحديات لم توقف الطموح، ففي 2024 شهد المنجم نقلة نوعية مع شراكة جديدة مع رجل الأعمال روماني عيسى، الذي نجح في تنقية الذهب داخل مصر، موفراً ملايين الجنيهات من التكاليف التي كانت تذهب إلى الخارج.
وتعمل الإدارة الجديدة على خطة طموحة لإعادة تشغيل المنجم بقوة خلال 2025، مستفيدة من المعدات الحديثة والإمكانات الكبيرة للمنجم ليكون ركيزة أساسية في قطاع التعدين ودعم الاقتصاد الوطني.
رحلة منجم حمش تروي قصة صمود وعزم، حيث يختلط عبق التاريخ بآمال المستقبل، وسط تحديات كبيرة لكنها محفوفة بفرص ذهبية على أعتاب عصر جديد من إنتاج الثروة المعدنية في مصر.
تعليقات 0