12 يونيو 2025 12:38
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

“خليج أمريكا” يعود إلى الواجهة.. طفرة نفطية تعزز أوراق ترمب الانتخابية

يستعد خليج المكسيك لتحقيق أكبر قفزة في إنتاج النفط منذ أكثر من عقد، مدعومًا بمشاريع بحرية ضخمة تُنعش آمال قطاع ظل لسنوات في الظل، وتعزز – في الوقت ذاته – الخطاب الانتخابي للرئيس السابق دونالد ترمب، الذي لطالما ربط “قوة أمريكا” بسيطرتها على مواردها الطبيعية.

ورغم التراجع المستمر في أسعار الخام عالميًا، إلا أن خليج المكسيك يشهد نهضة جديدة تقودها شركات عملاقة مثل “شل”، “شيفرون”، و”بي بي”، في وقت يتراجع فيه نجم النفط الصخري بسبب تباطؤ الاستثمارات وتراجع الحماسة تجاه الحفر السريع والمكلف.

بحسب تقديرات شركة “وود ماكنزي”، سيضيف الخليج هذا العام قرابة 300 ألف برميل يوميًا من الإنتاج الجديد، ما يمثل نحو 50% من النمو الكلي في إنتاج الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن تستحوذ المنطقة على الزيادة بالكامل بحلول 2026، بإنتاج إضافي يصل إلى 250 ألف برميل يوميًا.

هذه الأرقام لا تمثل مجرد مؤشرات اقتصادية، بل ورقة سياسية رابحة لترمب الذي يروج لفكرة “استعادة الهيمنة الطاقية” من خلال الحفر البحري، واصفًا خليج المكسيك بـ”خليج أمريكا” في خطابه الأخير.

في الوقت الذي تعاني فيه صناعة النفط الصخري من التباطؤ وتراجع شهية المستثمرين، تستفيد مشاريع الخليج – التي تعتمد على خطط طويلة الأمد – من كفاءة تشغيلية متزايدة وتقنيات حديثة خفضت التكاليف بشكل ملحوظ.

فقد خفضت “شل” تكلفة منصة “فيتو” بنحو 70%، فيما اعتمدت “شيفرون” على ربط الحقول الجديدة بمنصات قائمة مثل “بلايند فيث”، وأطلقت مشروع “أنكور” المعقد، مستخدمة تقنيات تسمح بالتنقيب في أعماق استثنائية من الضغط والحرارة.

عقب كارثة “ديب ووتر هورايزن” عام 2010، مرّ الخليج بفترة ركود طويلة، زادها جمودًا تداعيات جائحة كورونا.

لكن اليوم، تعود المنطقة إلى دائرة الضوء بثقة تكنولوجية واستراتيجية، وسط قناعة متزايدة بأن مشاريع المياه العميقة قد تكون الحل الأمثل لمعادلة الكلفة والاستقرار.

وبينما تتجه الأنظار نحو الانتخابات الأميركية المقبلة، تتخذ ساحة الطاقة بُعدًا سياسيًا حادًا، إذ يرى ترمب في انتعاش الخليج فرصة لترسيخ شعاره “هيمنة الطاقة الأمريكية”، في مواجهة سياسات إدارة بايدن البيئية الأكثر تحفظًا تجاه التنقيب البحري.

ومع تراجع الاكتشافات الجديدة، تبقى التكنولوجيا والدعم السياسي الركيزتين الأساسيتين لاستمرار هذه الطفرة، ما يعيد تموضع خليج المكسيك كمركز استراتيجي في مستقبل الطاقة العالمي، وكمحور مفصلي في مشهد انتخابي شديد الاستقطاب.