لماذا ثبّت الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي؟

أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن قراره بالإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوى يتراوح بين 4.25% و4.50%، وذلك للمرة الثالثة على التوالي.

جاء هذا القرار متوافقاً مع توقعات معظم المحللين الاقتصاديين، في وقت يواجه فيه الاقتصاد الأمريكي تحديات متعددة تشمل تباطؤ معدلات التضخم وتقلبات في سوق العمل.

خلفية تثبيت أسعار الفائدة

يتخذ الفيدرالي هذا القرار في ظل مؤشرات اقتصادية متناقضة، حيث انكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.3% على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام الجاري.

ويعزو الخبراء هذا الانكماش بشكل رئيسي إلى زيادة الواردات، حيث سارعت الشركات والمستهلكون إلى تخزين السلع استباقاً لزيادات الرسوم الجمركية المتوقعة.

تطورات التضخم وأسواق العمل

شهدت الولايات المتحدة انخفاضاً في معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين من 2.8% في فبراير إلى 2.4% في مارس 2025.

ورغم هذا التراجع في ضغوط الأسعار، فإن سوق العمل لا يزال يُظهر مرونة وقوة نسبية، مما يضع صناع السياسة النقدية أمام معادلة صعبة في تقييم السياسات المناسبة.

توقعات المستقبل وردود فعل الأسواق

يتوقع العديد من المحللين الاقتصاديين أن يبدأ الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، مع تسعير الأسواق حالياً لتخفيضات محتملة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعات يوليو وسبتمبر وأكتوبر المقبلة.

ويبقى المتداولون والمستثمرون في حالة ترقب للتوجيهات المستقبلية للفيدرالي؛ خصوصًا في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسات التجارية للولايات المتحدة.

سياسة الفيدرالي الحذرة

يؤكد القرار الأخير استمرار الفيدرالي في اتباع نهج حذر يعتمد على البيانات الاقتصادية، مع الأخذ في الاعتبار كافة المتغيرات والعوامل المؤثرة، بما في ذلك التدابير التجارية الجديدة التي قد تتخذها إدارة الرئيس الأمريكي.

والبنك المركزي الأمريكي يفضل الانتظار لرؤية صورة أوضح للاتجاهات الاقتصادية قبل اتخاذ أي خطوات جديدة بشأن أسعار الفائدة.