محمود محيي الدين : المدن على خط النار المناخي.. والتمويل المبتكر هو طوق النجاة

أطلق الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، صيحة تحذير ورسالة أمل في آن واحد، مؤكداً أن المدن باتت في قلب العاصفة المناخية، وأن مستقبلها يعتمد على تفعيل أدوات التمويل المبتكر بعيداً عن القوالب التقليدية التي لم تعد تكفي.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في المنتدى الدولي حول الابتكار المالي من أجل المدن: هيكلة مشروعات من أجل تنمية حضرية مستدامة وقادرة على الصمود، الذي نظمه بنك التنمية البرازيلي وبنك تنمية البلدان الأمريكية، بدعم من معهد المناخ والمجتمع، وبمشاركة البنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية ومؤسسات استثمارية ورؤساء بلديات وخبراء من مختلف القارات.
5 ركائز لإنقاذ المدن
كشف محيي الدين عن إطار عملي مكوَّن من خمس ركائز تمثل خريطة طريق لتمكين المدن من مواجهة التغير المناخي:
1. التمويل المختلط وتقاسم المخاطر: عبر الدمج بين التمويل العام والخاص وتحفيز الاستثمارات الكبرى.
2. صناديق المناخ الحضرية المحلية: لترجمة التمويل الدولي إلى مشروعات فعلية على الأرض.
3. السندات الخضراء والمستدامة: مشيراً إلى أن السوق العالمي تجاوز حاجز 2 تريليون دولار.
4. الشراكات بين القطاعين العام والخاص (PPPs): شرط نجاحها وجود إطار قانوني عادل لتوزيع المخاطر.
5. الحلول القائمة على الطبيعة (NbS): كخيار ذكي لتعزيز صمود المدن.
ولفت مبعوث الأمم المتحدة إلى المبادرة المصرية للمشروعات الخضراء الذكية التي أُطلقت عام 2022، والتي جذبت 20 ألف مشروع من مختلف المحافظات خلال ثلاث دورات، وأسفرت عن اختيار 18 مشروعًا فائزًا في كل دورة، مؤكداً أنها نموذج يُحتذى في الدمج بين الابتكار والاستدامة.
كما أشار إلى مبادرة المنصات الإقليمية للمشروعات المناخية (RPCP)، التي عرضت خلال 3 سنوات أكثر من 450 مشروعًا استثماريًا بقيمة تتجاوز 500 مليار دولار، وحصل منها 19 مشروعًا على تمويل فعلي بقيمة 1.9 مليار دولار بمشاركة أكثر من 200 ممول عالمي.
اختتم محيي الدين كلمته برسالة محورية قائلاً: “إذا ما حصلت المدن على أدوات التمويل المبتكر والفعال، فإنها ستكون في طليعة التحول الأخضر، قادرة على حماية ملايين البشر من تبعات التغير المناخي، وداعمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى العالمي “.
تعليقات 0