مصر تتحول إلى قوة صناعية ناعمة في الغزل والنسيج

أكد المهندس أشرف بدوي، خبير صناعة الغزل، أن مصر تسير بخطى استراتيجية نحو ريادة صناعة الغزل والنسيج عالميًا، عبر مشروعات كبرى تواكب التحولات البيئية والاقتصادية الدولية، خصوصًا في مجالي ترشيد الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وأوضح بدوي أن التوسع في مشاريع الغزل جاء طبقًا لأحدث المواصفات العلمية، وبتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي دعا إلى استمرار تطوير هذا القطاع الحيوي، مع توسيع مشروع الحرير الصناعي الذي حقق نجاحًا باهرًا خلال الفترة الأخيرة.

أشار خبير الغزل إلى أنه تم إنشاء أكبر مصنع لإنتاج البوليستر الريسكل في مصر، بالشراكة مع رؤوس أموال أجنبية، بهدف تقليل البصمة الكربونية بنسبة تصل إلى 50%، وخفض استهلاك الكهرباء والمياه بنسبة 35%.

كما يسهم المشروع في خلق فرص عمل جديدة، والحفاظ على نظافة التربة والبيئة.

وأكد بدوي أن البوليستر أصبح يحتل 75% من سوق الملابس العالمية، بمبيعات بلغت 71.18 مليار دولار لشعيرات البوليستر المستمر، بينما تمثل الخيوط القطنية 25% فقط من السوق بقيمة 86.11 مليار دولار، وذلك بسبب الفارق الكبير في التكلفة.

في ظل ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، أصبحت الكهرباء تمثل نحو 25% من تكلفة التشغيل في مصانع الغزل، بعد الخامات القطنية التي تستهلك 60% من التكاليف.

وأكد بدوي أن استخدام ماكينات حديثة بتقنية “Energy Audit” ساهم في خفض استهلاك الطاقة بنسبة تفوق 20% في وحدات الغزل، و65% في محطات الترطيب.

أوضح بدوي أن مصر تستورد 20% من حجم خيوط البوليستر في السوق العالمي (58 ألف طن)، وسجلت عجزًا تجاريًا بلغ 27 ألف طن في 2024، مقارنة بـ 5 آلاف طن فقط في 2022. وهو ما يبرز أهمية التوسع في مصانع البوليستر والاعتماد على الإنتاج المحلي لتقليل الفاتورة الاستيرادية وتعزيز الاستقلال الصناعي.

كما لفت إلى أن شركة الحرير الصناعي في كفر الدوار بدأت بالفعل في التصدير إلى الأسواق الأوروبية والعربية وأمريكا الجنوبية، بعد إعادة تشغيلها ضمن خطة الدولة لإحياء الصناعات الاستراتيجية.

في سياق متصل، كشف بدوي أن الأمم المتحدة طالبت بيوت الأزياء العالمية باستخدام البوليستر الريسكل بنسبة لا تقل عن 15% في التصنيع، في إطار التوجه نحو صناعة أزياء صديقة للبيئة.

وأضاف أن إعادة تدوير مليون طن من زجاجات المياه المعدنية يعادل إزالة 5 ملايين سيارة من الشوارع، بينما يمكن إنتاج تيشيرت واحد من 4 زجاجات فقط، ما يعكس أهمية إعادة التدوير في تحقيق استدامة صناعية وبيئية حقيقية.