هل يواصل المعدن الأصفر ارتفاعه؟.. توقعات الذهب العالمية في 2026

يشهد العالم في كل عام تحركات متقلبة في أسواق الذهب، حيث تتداخل العوامل الاقتصادية والسياسية لتؤثر على الأسعار بشكل مباشر، ويظل الذهب بالنسبة للمستثمرين الملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين.

مع اقتراب عام 2026 يتساءل الكثيرون عن مسار الذهب وما إذا كان سيواصل ارتفاعه اللافت أو سيشهد استقرارا نسبيا، خصوصا في ظل التغيرات المستمرة في السياسات المالية والمصرفية العالمية، فضلا عن تباين توقعات كبار المؤسسات المالية التي تحاول رسم صورة دقيقة لمستقبل هذا المعدن النفيس.

توقعات دويتشه بنك لعام 2026
رفع دويتشه بنك توقعاته لأسعار الذهب خلال عام 2026 لتصل إلى 4450 دولارا للأوقية بعد أن كانت 4000 دولار، مشيرا إلى أن تدفقات المستثمرين ستظل مستقرة وأن الطلب من البنوك المركزية سيستمر بوتيرة ثابتة.

ويتوقع البنك نطاقا سعريا بين 3950 و4950 دولارا خلال العام المقبل، ما يعني أن نهاية الأسعار قد تتجاوز حاليا بعقد كومكس الآجل للذهب في ديسمبر 2026 بنحو 14 بالمئة، مما يعكس التفاؤل النسبي تجاه قوة السوق وقدرة الذهب على المحافظة على مكانته كملاذ استثماري آمن.

أسعار الذهب المحلية
على الصعيد المحلي، شهدت أسعار الذهب في مصر استقرارا نسبيا مع تباين طفيف بين الأعيرة المختلفة، حيث بلغ سعر عيار 24 نحو 6371 جنيها، وعيار 21 نحو 5575 جنيها، فيما سجل عيار 18 حوالي 4778 جنيها، وسجل الجنيه الذهب 44600 جنيها. هذه الأسعار تعكس استمرار الطلب المحلي على المعدن النفيس كأداة ادخار واستثمار، مع مراعاة تأثير الأسعار العالمية على السوق المصرية.

صادرات الذهب المصرية
وفي مؤشر واضح على نمو القطاع، ارتفعت صادرات مصر من الذهب والمشغولات والحلي والأحجار الكريمة لتصل إلى نحو 6.76 مليار دولار خلال الشهور العشرة الأولى من عام 2025، مقارنة بنحو 2.63 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق، مسجلة بذلك زيادة تقارب 157 بالمئة. يعكس هذا الارتفاع توسع السوق المصري في الأسواق العالمية وزيادة الطلب على منتجات الذهب المحلية، ما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني ودعم الاستثمارات المستقبلية في هذا القطاع الحيوي.

توجهات مستقبلية
يبقى الذهب في عام 2026 محط اهتمام المستثمرين وصناع القرار على حد سواء، إذ تجمع توقعاته بين احتمالات ارتفاع ملحوظ أو استقرار نسبي، في ضوء مؤشرات الطلب العالمي والمحلي.

ومع تنامي صادرات الذهب المصرية وزيادة حجم التداولات العالمية، يبدو أن المعدن النفيس سيستمر في أداء دوره التقليدي كأداة حماية للاستثمارات والحفاظ على القيمة.