16 يوليو 2025 10:34
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

اغتيال الشيخ رسول شحود في ريف حمص يُشعل فتيل التوتر الطائفي

ويكشف هشاشة المشهد الأمني

شهدت محافظة حمص حادثة اغتيال بارزة هزّت أركان الطائفة الشيعية وأعادت إلى الأذهان مشاهد الاحتقان الطائفي، حيث قُتل الشيخ رسول شحود، أحد أبرز رجال الدين الشيعة في ريف حمص الغربي، برصاص مسلحين مجهولين، في عملية وصفت بأنها الأخطر من نوعها منذ سنوات.

وقعت الجريمة في بلدة المزرعة قرب أحد الحواجز الأمنية، حين أطلق مسلحون يستقلون دراجة نارية النار مباشرة على الشيخ شحود أثناء عودته من منطقة بساتين حي الوعر، ما أدى إلى مقتله على الفور، قبل أن يلوذوا بالفرار.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن، ما زاد من حالة الغموض والريبة حول دوافع العملية وهوية منفذيها.

وعقب الحادثة، خرج مئات من أبناء الطائفة الشيعية في تظاهرات غاضبة، مطالبين بالكشف الفوري عن الجناة ومحاسبة المقصرين، وسط اتهامات مباشرة للأجهزة الأمنية بالتقصير وربما التواطؤ، خاصة وأن الاغتيال وقع بجانب نقطة أمنية دون تدخل يُذكر.

وتزايدت المخاوف من تصاعد الاحتقان الطائفي في المنطقة، وسط دعوات من القيادات الدينية لضبط النفس.

الشيخ رسول شحود لم يكن مجرد رجل دين محلي، بل شخصية ذات تأثير واسع النطاق داخل الطائفة الشيعية.

وبحسب وكالة “فارس” الإيرانية، فقد تلقى تعليمه في الحوزة العلمية بمدينة قم الإيرانية، وكان معروفًا بارتباطه القوي بالثورة الإسلامية الإيرانية، كما كرس حياته لخدمة الثقافة الدينية، خاصة للأطفال والشباب، ما جعله محل احترام وتقدير في الأوساط الشيعية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أن الحادثة تهدد بزعزعة الوضع الأمني الهش في ريف حمص الغربي، لاسيما في ظل محاولات الأجهزة الأمنية تصوير الجريمة كحادث جنائي منعزل، وهو ما زاد من حدة الاستياء الشعبي وفتح الباب أمام نظريات التستر أو التسييس.

كما أدانت الهيئات الدينية الشيعية في سوريا الاغتيال بشدة، واعتبرته استهدافًا لصوت الاعتدال والوحدة، محذّرة من مغبة الصمت على مثل هذه الجرائم، وداعية إلى تحقيق شفاف وعاجل يُعيد الثقة المفقودة بالعدالة.