21 يوليو 2025 08:19
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

السويداء تشتعل: اشتباكات دامية بين العشائر والفصائل الدرزية ومخاوف من انفلات أمني شامل

تشهد مدينة السويداء جنوب سوريا موجة عنف متصاعدة، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة عند مدخلها الغربي بين مسلحين من العشائر وقوات الفصائل الدرزية داخل المدينة، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الأمني وتحوله إلى صراع طائفي مفتوح.

ورصدت وكالة الصحافة الفرنسية وجود أكثر من 200 مقاتل من العشائر يشتبكون بالأسلحة الرشاشة والقذائف، فيما تتعرض أحياء في المدينة لقصف مباشر، وسط تقارير عن سيطرة العشائر على قرى محيطة بينها بلدة المزرعة، في حين ظهرت مقاطع مصورة تشير إلى محاولات القوات الدرزية استعادة السيطرة على بلدة ولغا.

في سياق متصل، أعلنت منظمة الخوذ البيضاء اختطاف رئيس مركز الاستجابة الطارئة حمزة العمارين، أثناء مهمة لإجلاء فريق من الأمم المتحدة من منطقة القتال، حيث أوقفه مسلحون عند دوار العمران واقتادوه إلى جهة مجهولة، فيما استولوا على السيارة التابعة للمنظمة. وقد دانت “الخوذ البيضاء” الحادثة واعتبرتها “انتهاكًا خطيرًا” للعمل الإنساني.

و تصاعدت حصيلة الضحايا بشكل مروّع، حيث أكدت وزارة الطوارئ السورية سقوط أكثر من 650 قتيلاً وجريحاً، فيما ذكر طبيب من مستشفى السويداء أن المنشأة استقبلت أكثر من 400 جثة منذ يوم الإثنين. أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد أعلنت مقتل ما لا يقل عن 321 شخصًا، وسط تضارب في الأرقام وتكتم رسمي.

في خضم التوتر، قالت الرئاسة السورية إن قرار سحب القوات النظامية من السويداء كان جزءًا من جهود التهدئة، لكن “القوات الخارجة عن القانون” خالفت التفاهمات وارتكبت “جرائم مروعة”. بالمقابل، نفت وزارة الداخلية ما تردد عن انتشار قواتها في المحافظة، مشيرة إلى أن الوضع لا يستدعي تغييرات في درجة الجاهزية.

وعلى الصعيد الإقليمي، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل وافقت على دخول محدود للقوات السورية إلى السويداء لمدة 48 ساعة، لضبط الوضع في ظل حالة عدم الاستقرار، محذرة في الوقت ذاته من السماح بأي تعزيز دائم للقوات السورية قرب الحدود.

بدوره، طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بوقف فوري للعنف وإجراء تحقيقات شفافة ومستقلة، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.