اليونيسف تحذر من مصير قاتم للأطفال وسط الحرب والجوع

أكد كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، أن الأطفال في قطاع غزة يعيشون واحدة من أشد الكوارث في العالم الحديث، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وتجاوز عدد الأطفال الذين استشهدوا منذ بداية الحرب 17 ألف طفل، بمعدل يقارب 27 طفلاً يوميًا، ما يجعل غزة المكان الأكثر فتكًا بالطفولة حول العالم.
وأشار أبو خلف إلى أن تداعيات الحرب على الأطفال لا تقتصر على القتل المباشر فحسب، بل تمتد إلى الجوع والأمراض وسوء التغذية والبرد القارس، موضحًا أن 60 طفلاً توفوا بسبب سوء التغذية، و17 آخرين لقوا حتفهم بسبب البرد. وقال إن الأطفال في غزة لا يموتون فقط بالقصف، بل أيضًا بصمت، نتيجة الحرمان من مقومات الحياة الأساسية.
وضع التعليم ليس أقل قتامة، حيث خسر أكثر من 600 ألف طفل عامين دراسيين كاملين، في وقت أصيبت 95.2% من المدارس بأضرار جسيمة، بعضها دُمّر كليًا، فيما تحوّل الباقي إلى مراكز إيواء لا تستوعب الأعداد المتزايدة من النازحين.
وتحدث أبو خلف عن تدهور مقلق في الوضع الصحي، حيث ارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في مايو إلى أكثر من 5100 طفل، من بينهم 636 دخلوا مرحلة الخطر الشديد، بينما يُضاف يوميًا أكثر من 100 طفل إلى هذه الدوائر المخيفة. ولفت إلى أن نسبة تغطية التطعيمات الروتينية تراجعت من 97% قبل الحرب إلى أقل من 85% الآن، وهو ما يعكس انهيار النظام الصحي في غزة.
وفي نقد مباشر للمجتمع الدولي، اعتبر أبو خلف أن ما يجري في غزة يمثل فشلًا أخلاقيًا عالميًا، حيث اصطدمت النداءات الإنسانية العاجلة من اليونيسف ومنظمات أخرى مثل الصحة العالمية، الأونروا، الصليب الأحمر، وبرنامج الغذاء، بعقبات سياسية، أبرزها “الفيتو” المتكرر في مجلس الأمن.
وختم أبو خلف بدعوة ملحة للدول المؤثرة عالميًا من أجل التدخل الفوري، ووقف ما وصفه بـ”الحرب المجنونة” التي دمّرت كل شيء، من الإنسان إلى الحجر، دون استثناء.
تعليقات 0