28 يونيو 2025 07:09
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تفجير إرهابي يهز دمشق: كنيسة مار إلياس في قلب الجراح

ورسائل دموية تهدد النسيج السوري

استهدف تفجير انتحاري كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس بحي الدويلعة، وأسفر عن استشهاد نحو 25 شخصًا وإصابة أكثر من 60 آخرين، بينهم نساء وأطفال كانوا يؤدون القداس، في مشهد مروّع حوّل دار العبادة إلى ساحة دموية، وأعاد إلى الواجهة التساؤلات حول مستقبل الأمن والاستقرار في سوريا.

الهجوم الإرهابي لم يكن مجرد استهداف لمكوّن ديني بعينه، بل يحمل رسالة عميقة تسعى لتمزيق الوحدة الوطنية والتعايش الطائفي الذي لطالما شكّل ركيزة للهوية السورية. خبراء الأمن أشاروا إلى أن توقيت التفجير ومكانه يُعبر عن رغبة متعمدة في ضرب الاستقرار الناشئ بعد سنوات الحرب، واستهداف الأقليات لإثارة الفتن الطائفية.

شهادات شهود العيان كشفت عن مشاهد مروعة: أجساد ممزقة، صراخ أطفال، وقدّاس تحوّل إلى فوضى ودماء. لكن وسط الرماد، بزغت شعلة أمل حين تدافع المتطوعون من كل الطوائف للتبرع بالدم، وتجسدت روح التضامن الشعبي السوري في أبهى صورها.

التحقيقات الأولية ترجّح مسؤولية تنظيم داعش عن التفجير، خاصة أن المنفذ كان ملثمًا وأطلق النار قبل تفجير نفسه. ويُحتمل وجود مساعدين فرّوا من المكان، في إشارة إلى تخطيط محكم للهجوم. لكنّ أصابع الاتهام لا تقف عند داعش فقط:

فلول النظام السابق: ربما يسعون لإرباك المشهد السياسي الجديد.

إيران: يُحتمل سعيها لإشاعة الفوضى بعد انحسار نفوذها.

جهات إجرامية محلية: لها مصالح في بقاء الوضع الأمني هشًا.

يبقى التفجير اختبارًا خطيرًا لقدرة الأجهزة الأمنية على منع عودة الإرهاب، ورسالة موجعة بأن السلام هشّ ويحتاج إلى يقظة وتكاتف وطني. كما أن محاسبة المسؤولين وكشف خيوط الجريمة ضرورة قصوى لطمأنة الشعب السوري وإثبات أن عهد الإفلات من العقاب قد ولى.