خطة إسرائيلية لتهجير الغزيين قسرًا عبر “مدينة إنسانية مؤقتة” في رفح تحت رعاية أميركية

كشفت تقارير مسائية عن تفاصيل صادمة لخطة إسرائيلية يجري طرحها ضمن مفاوضات غير معلنة في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يصرّ الاحتلال على تنفيذ مشروع ما يُسمى بـ”المدينة الإنسانية” في رفح، رغم الانتقادات والتحذيرات الحقوقية المتواصلة.
وبحسب ما ورد في تلك التقارير، فإن الخطة تسعى لإقامة منطقة مغلقة شمال محور فيلادلفيا، لا تتجاوز مساحتها ثلاثة كيلومترات، تكون بمثابة محطة مؤقتة لاستيعاب أعداد من سكان غزة بعد إخضاعهم لتفتيش وتدقيق أمني شديد على حواجز الاحتلال.
وما يبدو على السطح “مدينة إنسانية”، يخفي في العمق ما يمكن وصفه مجازًا بـ”الفرن”، حيث لا تنوي إسرائيل توفير ظروف معيشية طويلة الأمد لسكان هذه المنطقة، بل تعتبرها مرحلة إعداد لعملية تهجير تدريجي منظمة، تجري تحت غطاء إنساني وبدعم وتنسيق أميركي كامل.
الخطة، وفقًا للتقديرات، تعتمد على تصدير بيانات كاملة عن هؤلاء المواطنين إلى جهات دولية، بهدف ترتيب مغادرتهم الطوعية عبر البحر أو من خلال مطار رامون، أو حتى عبر مصر كممر ترانزيت نحو دول ثالثة قد تُقبل باستقبالهم ضمن ترتيبات دولية خاصة.
إصرار الاحتلال على تنفيذ الخطة، حتى ضمن مساحة صغيرة ومؤقتة، يُذكّر بتصميمه السابق على إنشاء مراكز توزيع الطعام في غزة، والتي أثارت جدلاً واسعًا، لكنها تحققت بالفعل رغم الصعوبات والمعارضة.
ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد اختبارًا أوليًا لهذه الخطة عبر مجموعة صغيرة من المواطنين، كخطوة تجريبية، قبل التوسع التدريجي لاستيعاب عشرات الآلاف، وربما مئات الآلاف لاحقًا، إذا ما أثبتت التجربة “نجاحًا” من وجهة نظر المخططين.
المؤشرات الحالية تدل على أن الاحتلال لا يمانع البدء بالخطة فور توفر الظروف الميدانية الملائمة، ولو على نطاق ضيق، ما يفتح الباب أمام مخاطر تهجير قسري ممنهج يهدد النسيج السكاني في قطاع غزة، تحت عباءة إنسانية ومباركة دولية صامتة.
تعليقات 0