23 يوليو 2025 23:39
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

“أرملة القش”.. كمين الخداع القاتل الذي يحصد أرواح المقاومين بصمت

في زوايا الظلام وعلى أسطح منازل الأبرياء، ينفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أخطر عملياته التكتيكية، تحت اسمٍ قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى: “أرملة القش”.

لا يتعلق الأمر بامرأة تُركت وحيدة، بل بكمين عسكري مُحكم، صُمم ليصطاد المقاومين بدمٍ بارد، ويُمارس أبشع صنوف الخداع في ساحة المعركة.

خطة قديمة بثوب حديث

المصطلح الذي يعود جذره إلى أوروبا القديمة، حين كانت النساء يُطلق عليهن “أرامل القش” إذا سافر أزواجهن للحرب أو العمل، أصبح اليوم رمزًا لخطة عسكرية قاتلة يتّبعها الاحتلال ضد المقاومة، خصوصًا في الضفة الغربية بعد أن استخدمها سابقًا في جنوب لبنان وقطاع غزة خلال الانتفاضتين.

العملية تبدأ باقتحام قوات الاحتلال لمنزل مدني، غالبًا في منتصف الليل، لتأمين عنصر المفاجأة. يتم احتجاز السكان في غرفة مغلقة، ويُسحب منهم كل ما يمكن أن يُستخدم للاتصال أو التوثيق، في حين يبدأ الجنود بتحويل المنزل إلى موقع قتالي:

فتح ثغرات في الجدران للرماية.

نشر شِباك تمويه بزاوية دقيقة.

نشر قناصين وأجهزة مراقبة واستخبارات.

استخدام المدنيين كدروع بشرية.

الخداع.. روح الكمين

لا يعتمد الاحتلال فقط على السلاح، بل يُتقن الخداع كركن أساسي في تنفيذ الكمين. يُطلقون “طُعمًا” مغريًا – كجيب عسكري مُصفّح – ليجوب منطقة مكشوفة، ما يدفع المقاومين للخروج وفتح النار، فيقعون في فخ محكم، تحت مرمى القناصة المتربصين.

شهادات من العدو نفسه

يروي أحد ضباط الاحتلال ممن شاركوا في تنفيذ “أرملة القش”: “لا أريد أن أصفهم بأنهم غير حكماء… لكن عجزهم أحيانًا عن التعلم من الدروس يبدو محيّرًا فعلًا ” .

“أرملة القش” ليست مجرد تقنية حربية، بل عقيدة عدوانية تعتمد على النفس الطويل والاصطياد الهادئ، والوعي بها، خطوة أولى على طريق كسرها.