5 نوفمبر 2025 02:07
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

” أنا أجمل منه”.. ترامب يسخر من زهران ممداني ويشعل معركة انتخابية نارية في نيويورك

أشعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عاصفة من الجدل السياسي والإعلامي، بعد تصريح ساخر وجّهه إلى السياسي الديمقراطي التقدّمي زهران ممداني، المرشح الأوفر حظًا لمنصب عمدة نيويورك لعام 2025، واصفًا إياه بـ«الشيوعي»، قبل أن يضيف بنبرة استهزاء: «أنا أجمل منه بكثير».

لكن ما بدأ كدعابة سياسية عابرة تحوّل سريعًا إلى مواجهة رمزية بين التيارين المحافظ والتقدّمي في المشهد الأمريكي، خاصة مع احتدام المنافسة الانتخابية على المستويين المحلي والوطني.

وخلال تجمع انتخابي في ولاية فلوريدا، هاجم ترامب ممداني قائلاً: «انتخابه سيحوّل نيويورك إلى مدينة اشتراكية أو شيوعية… هذا الرجل خطر على اقتصادنا وقيمنا»، ثم تابع ساخرًا: «أنا أجمل منه، لكن لا تدعوه يدمّر مدينتنا».

تصريحات ترامب، التي حملت في طيّاتها تهديدًا مبطّنًا بقطع التمويل الفيدرالي عن نيويورك إذا فاز ممداني، اعتبرها مراقبون ابتزازًا سياسيًا يستهدف تعبئة القاعدة الجمهورية، عبر تخويف الناخبين من «صعود اليسار الجديد».

من هو زهران ممداني؟

زهران ممداني (33 عامًا)، من مواليد كمبالا – أوغندا، انتقل إلى الولايات المتحدة في طفولته، ويشغل منذ عام 2021 مقعدًا في جمعية ولاية نيويورك عن منطقة كوينز. يُعرف بانتمائه إلى الجناح التقدّمي داخل الحزب الديمقراطي، ويصف نفسه بأنه «اشتراكي ديمقراطي» لا ينتمي إلى أي حزب شيوعي.

ويخوض ممداني سباق عمادة نيويورك بشعارات إصلاحية جريئة: تجميد الإيجارات لأكثر من مليوني شخص، وتوفير حافلات مجانية، وضمان رعاية أطفال شاملة، وزيادة الضرائب على الأثرياء لدعم برامج الإسكان.

وفي خطوة لافتة قبل أيام من الانتخابات، نشر ممداني فيديو باللغة العربية على حسابه الرسمي في “إنستجرام”، خاطب فيه سكان المدينة من أصول عربية بلهجة شامية قائلاً:”مرحباً، أنا اسمي زهران ممداني، وأرشح نفسي لمنصب العمدة الجديد في مدينة نيويورك”.

فتصريحات ترامب ليست مجرد «نوبة سخرية»، بل جزء من حملة أوسع لتصوير المرشحين التقدّميين داخل الحزب الديمقراطي كخطر على النظام الأمريكي. ويأتي هذا في ظل تزايد نفوذ أصوات مثل ألكسندريا أوكاسيو كورتيز وزهران ممداني، التي تمثل جيلًا يساريًا جديدًا يتحدى المؤسسة السياسية التقليدية.

ويُنظر إلى سباق عمادة نيويورك كاختبار لمدى تحول المزاج العام الأمريكي نحو اليسار، قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة. ففوز ممداني سيحمل رمزية تاريخية، كونه سيكون أول مسلم ومن أصول شرق أفريقية هندية يتولى المنصب، بينما يسعى ترامب لاستثمار الحدث لحشد أنصاره تحت شعار: «إنقاذ المدن من اليسار».

ومع احتدام السجال، يزداد الغموض حول نتائج التصويت المنتظر، بين من يرى في ممداني صوتًا للتغيير، ومن يخشى من أن تتحول نيويورك إلى «مختبر للسياسات الاشتراكية».