8 أغسطس 2025 12:33
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

” أين يورانيوم إيران؟ “.. لغز ما بعد الضربات الأمريكية يشعل قلق العالم

بعد الضربات الأمريكية المباغتة فجر الأحد الماضي، التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، لم يعد السؤال المطروح يدور فقط حول قدرة طهران النووية، بل حول مكان وجود اليورانيوم المخصب عالي النقاء، الذي يشكل جوهر طموحاتها النووية.

تُقدّر كمية اليورانيوم المخصب لدى إيران بحوالى 408 كيلوجرامات، بنسبة تخصيب تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب كثيرًا من النسبة المطلوبة لصنع سلاح نووي، والبالغة 90%. بل إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت بأن التخصيب الإيراني بلغ نحو 82% في بعض الحالات.

لكن ما زاد الغموض هو ما كشفته صحيفة “فايننشال تايمز”، التي أشارت إلى تقارير إيرانية تفيد بنقل هذه الكمية من منشأة “فوردو” إلى موقع سري غير معلوم، قبل أو بعد الضربة الأمريكية، وهو ما يفتح باب التساؤلات الحارقة: أين يورانيوم إيران الآن؟

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أعرب عن شكوكه في إمكانية أن تكون إيران قد تمكنت فعلاً من نقل تلك المواد، قائلًا: “بمجرد أن تبدأ شاحنة بالتحرك، فإن الإسرائيليين سيرصدونها ويستهدفونها ويزيلونها فورًا”.

رغم ذلك، نقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر مطلع في النظام الإيراني، أن الاحتفاظ بالمواد المخصبة في المواقع المستهدفة “كان سيكون تصرفًا ساذجًا للغاية”، مرجّحًا أن اليورانيوم لم يتأثر بالضربات، وتم نقله قبل التنفيذ.

التحذير الأخطر جاء من سيما شاين، المسؤولة السابقة في جهاز الموساد، والتي قالت إن إيران بالتأكيد نقلت بعض أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وإنها تمتلك بالفعل “ما يكفي” من المواد المخصبة في مكان ما غير معلوم.

وأضافت: “لم يُدمَّر البرنامج بالكامل.. مهما قال الأمريكيون”.

أما علي شمخاني، كبير مستشاري المرشد الإيراني، فأكد عبر منصة “إكس”: “حتى لو دُمرت المواقع النووية، فالأمر لم ينتهِ بعد. قدراتنا لا تزال صامدة”.

السيناريو الأخطر الذي يُثير قلق المراقبين، هو أن تلجأ طهران، كرد فعل انتقامي أو كردع استراتيجي، إلى تسريع تطوير القنبلة النووية من خلال منشآت تحت الأرض أو مواقع سرية، لا يمكن تتبعها بسهولة.

تحذيرات المحللين تشير إلى أن إيران إذا شعرت باليأس أو فقدان الردع، فقد تُفاجئ الجميع بتسريع مسار التسليح النووي، بما تملكه من مواد ومعدات تم تهريبها من المواقع المستهدفة.

الضربات الأمريكية لم تُغلق الملف النووي الإيراني، بل فتحت فصلًا جديدًا أكثر غموضًا وتعقيدًا، ويبدو أن “أين يورانيوم إيران؟” هو السؤال الذي سيحدد شكل الشرق الأوسط في الأيام المقبلة.