إسرائيل تتكبد خسائر عسكرية واقتصادية ضخمة بعد ضربة إيرانية كاسحة
ردًا على عمليات اغتيال وتخريب نووي

نفّذت إيران هجومًا واسع النطاق ردًا على ما اعتبرته “اعتداءات غير مسبوقة” من قبل إسرائيل، شملت اغتيال أكثر من 20 عالمًا نوويًا وقادة عسكريين إيرانيين، إلى جانب استهداف مفاعل “نطنز” الاستراتيجي لتخصيب اليورانيوم، ومجمع غاز يُعد من أكبر مصادر الدخل القومي الإيراني.
الرد الإيراني لم يأتِ هذه المرة عبر بيانات أو تهديدات دبلوماسية، بل عبر صواريخ موجهة بدقة، قصفت مواقع حيوية داخل العمق الإسرائيلي، في عملية عسكرية هي الأوسع منذ عقود، خلّفت دمارًا واسعًا في المنشآت والبنية التحتية.
الهجوم المفاجئ شلّ إسرائيل على أكثر من مستوى:
عسكريًا، دُمرت أهداف حساسة بينها قاعدة “نيفاتيم” الجوية، مخازن سلاح، محطة كهرباء، ميناء، ومصفاة حيفا التي تُعد شريانًا نفطيًا يغذي أوروبا وتنتج 200 ألف برميل يوميًا.
اقتصاديًا، تسبب القصف في انهيارات متعددة، حيث كشف مدير سلطة الضرائب الإسرائيلية أن الخسائر المباشرة خلال يومين فقط بلغت مليار شيكل (277 مليون دولار).
نفسيًا، بات واضحًا أن الإسرائيليين لم يعودوا يشعرون بالأمان، في ظل صواريخ تطال عمق البلاد، وسط رفض رسمي لإخلاء المدنيين رغم تصاعد التهديدات.
وفق تقديرات إسرائيلية، فإن استمرار هذه المواجهة لمدة شهر قد يكلّف الدولة نحو 40 مليار شيكل (11 مليار دولار). وقد أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن تل أبيب أنفقت بالفعل 19 مليار شيكل (نحو 5 مليارات دولار) على المجهود العسكري، مؤكدًا الحاجة إلى رفع ميزانية الحرب.
وتشير الأرقام إلى أن الجيش أنفق مبالغ طائلة على أنظمة الدفاع، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ من طراز “حيتس 3” 10 ملايين شيكل، فيما تخطّى عدد الصواريخ الاعتراضية الألف.
أما تكلفة الطلعة الجوية الواحدة فتصل إلى 25 ألف دولار، في وقت تستمر الدولة في دفع 300 شيكل يوميًا لكل جندي احتياط، إلى جانب 600 مليون شيكل يوميًا لنقل عشرات آلاف الجنود.
شلل اقتصادي.. من العقارات إلى السياحة
فيما تستمر العمليات العسكرية، يشهد الاقتصاد الإسرائيلي حالة شلل:
انهيار في سوق العقارات
إفلاس يهدد الشركات الصغيرة
توقف شبه تام للسياحة
إغلاق المجال الجوي
انخفاض حاد في الناتج المحلي
خسائر غير مباشرة للإنتاج اليومي تقدّر بـ100 مليون شيكل
رغم حجم الدمار، تواصل إسرائيل فرض تعتيم عسكري وإعلامي على تفاصيل الخسائر، لكن الواقع على الأرض يُكذّب الصمت الرسمي، خاصة بعد تساقط الصواريخ على مناطق بوسط البلاد، ما يضع القيادة الإسرائيلية أمام واقع جديد غير مسبوق.
الرد الإيراني كشف هشاشة الأمن الإسرائيلي، وفشل منظوماته الدفاعية في احتواء هجوم واسع النطاق.
وعلى الصعيد السياسي، تعيش إسرائيل مأزقًا استراتيجيًا يعيد تشكيل معادلات الردع في الشرق الأوسط.
تعليقات 0