إسرائيل ترفع التأهب شمالاً بعد اغتيال هيثم الطبطبائي في الضاحية

شهدت المناطق الشمالية في إسرائيل صباح الاثنين حالة استنفار غير مسبوقة داخل منظومات الدفاع الجوي، وذلك على خلفية العملية التي استهدفت أحد أبرز قادة حزب الله، هيثم علي الطبطبائي، في غارة جوية طالت الضاحية الجنوبية في بيروت مساء الأحد.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن القيادة العسكرية أمرت بتفعيل خطط طوارئ محدثة تحسبًا لأي رد محتمل، مع تكليف القادة الميدانيين بصلاحيات أوسع لإدارة الموقف الميداني بسرعة ومرونة.
وبحسب ما بثّته الإذاعة، يجري الجيش حاليًا التحضير لسلسلة جديدة من العمليات العسكرية التي تهدف – بحسب روايته – إلى الحد من القدرات العسكرية لحزب الله في جنوب لبنان، في وقت تؤكد فيه المؤسسة العسكرية استمرار نهجها الهجومي داخل الأراضي اللبنانية.
وذكرت الإذاعة أن وحدات الدفاع الجوي تلقت تعليمات برفع الجهوزية، مع تعزيز نقاط المراقبة والاعتراض على امتداد الحدود الشمالية.
وأكد جيش الاحتلال أن عملياته ضد حزب الله لن تتوقف، وأنه سيواصل تعزيز منظومة الدفاع الجوي ورفع مستوى التأهب في المناطق الحدودية، مشيرًا إلى أن الاغتيال الأخير يدخل ضمن إستراتيجية أوسع تستهدف البنية القيادية والعسكرية للحزب.
كما أوضحت الإذاعة العبرية وجود تقديرات أمنية تتوقع احتمال أن تبادر جماعة الحوثي في اليمن إلى تنفيذ رد من جانبها على مقتل الرجل الثاني في حزب الله.
وفي المقابل، تتابع الحكومة اللبنانية التطورات بقلق بالغ، معتبرة أن الغارة الإسرائيلية تمثل خرقًا خطيرًا للسيادة اللبنانية، وداعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمنع انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع.
وتؤكد بيروت أن الانتهاكات الإسرائيلية لم تتوقف منذ إقرار اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان العام الماضي.
ويُشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى تفعيله في 27 نوفمبر من العام الماضي نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى والبلدات الحدودية خلال 60 يومًا، غير أن لبنان وافق لاحقًا على تمديد المهلة حتى 18 فبراير الماضي.
ومع ذلك بقيت قوات الاحتلال متمركزة في خمس نقاط حدودية، بينما واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ آلاف الخروقات، من بينها أكثر من 7,000 اختراق جوي وما يزيد عن 2,400 نشاط عسكري داخل منطقة عمليات قوات اليونيفيل جنوبي لبنان منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ.
وتأتي هذه التطورات المتلاحقة في ظل حالة توتر مستمرة بين إسرائيل وحزب الله، حيث سبقت هذه الأحداث مواجهات واسعة النطاق في أكتوبر 2023، عندما شنت إسرائيل عملية عسكرية أدت إلى مقتل أكثر من 4,000 شخص وإصابة قرابة 17,000 آخرين، وفق مصادر رسمية، وهو ما زاد من هشاشة الوضع الأمني في المنطقة ودفع نحو مزيد من التصعيد في الشهور الأخيرة.


تعليقات 0