إيران تُسرع بناء منشأة “فوردو 2” السرية في نطنز بعد الهجمات الإسرائيلية
سباق جديد في معركة الظل النووية

في تصعيد جديد يُنذر بمرحلة أكثر توترًا في ملفها النووي، كشفت مصادر استخباراتية وتقارير متطابقة أن إيران تُسرّع وتيرة بناء موقع “فوردو 2″، وهو مجمّع تحت الأرض مخصص لأجهزة الطرد المركزي، تم تصميمه ليكون بديلاً محصنًا لموقع نطنز الذي تعرض مؤخرًا لهجمات يُعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة شاركتا في تنفيذها.
وبحسب المعلومات، فإن “فوردو 2” ليس هو الموقع المعروف قرب مدينة قم، بل منشأة جديدة أقيمت في عمق الأرض داخل منطقة نطنز الجبلية، بهدف تأمين البنية التحتية لبرنامج تخصيب اليورانيوم بعيدًا عن أي استهداف جوي أو سيبراني محتمل.
التقارير تؤكد أن بناء هذه المنشأة يأتي ضمن خطة إيرانية لإعادة توزيع مواقع التخصيب، بحيث لا يؤدي أي هجوم مستقبلي إلى تعطيل كامل للبرنامج النووي، إذ يسمح وجود “فوردو 2” لطهران باستئناف عمليات التخصيب بسرعة حتى في حال تدمير المرافق السطحية.
فالصمت الإسرائيلي والأمريكي حتى صباح اليوم بشأن مصير منشأة “فوردو/نطنز 2” يعكس غموضًا مقصودًا في إطار “حرب الظل” الجارية بين طهران وتل أبيب، والتي باتت تمتد من الميدان النووي إلى الفضاء السيبراني والبحري.
ويرى خبراء الأمن أن استمرار إيران في بناء هذه المنشأة رغم الهجمات الأخيرة يمثل رسالة تحدٍ مزدوجة، مفادها أن برنامجها النووي أصبح أكثر مرونة ومتانة هندسية، وأن أي ضربة عسكرية جديدة لن تُوقف مسار التخصيب بل قد تُعجّله.
التطور الجديد يعيد رسم ملامح المعادلة النووية في الشرق الأوسط، ويضع القوى الغربية أمام معضلة متجددة.


تعليقات 0