اتساع الاعتراف الدولي بفلسطين يثير انقسامات ويواجه تهديدات إسرائيلية

أظهرت حصيلة لوكالة فرانس برس أن ما لا يقل عن 146 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة باتت تعترف بدولة فلسطين، في وقت يتوقع أن تنضم دول أوروبية صغيرة مثل أندورا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وسان مارينو إلى هذا المسار خلال الأيام المقبلة، وفق ما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

ورغم هذا الزخم، ما زالت فلسطين تحتفظ بصفة مراقب داخل الأمم المتحدة، بعدما عرقلت الولايات المتحدة محاولات منحها العضوية الكاملة، بينما أوضحت ألمانيا أنها لا تعتزم الاعتراف في الوقت الراهن معتبرة أن هذه العملية يجب أن تبدأ لكنها لن تكتمل قريبًا، وهو موقف تدعمه إيطاليا أيضًا، رغم خروج مظاهرات حاشدة في مدنها للتنديد بما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية في غزة”

وفي فرنسا، رحبت قرابة مئة مدينة ذات توجه يساري بالخطوة عبر رفع العلم الفلسطيني على واجهات مبانيها رغم اعتراض وزير الداخلية، في وقت حذّر دبلوماسيون من احتمال أن تواجه هذه الاعترافات ردودًا إسرائيلية متشددة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية ولوّح بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، فيما دعا وزيراه اليمينيان المتطرفان إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش إلى ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة “ألا يخشى العالم ردود الفعل الانتقامية”، معتبرًا أن الحرب في غزة وسياسة الضم بالضفة مستمرة بغض النظر عن هذه التحركات

ويترقب أن يلقي نتانياهو خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، فيما يطل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بخطابه الثلاثاء، وسط مخاوف من تصعيد إسرائيلي مقابل اتساع التأييد العالمي للفلسطينيين

ويرى محللون أن الاعترافات المتزايدة تكتسب قيمة سياسية ورمزية كبيرة، لكنها تبقى غير كافية ما لم تُترجم إلى خطوات عملية توقف ما وصفوه بـ”المحو المتسارع لحياة الفلسطينيين في وطنهم”، خصوصًا بعد الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 وأسفرت عن مقتل 1219 شخصًا في إسرائيل، بينما تجاوز عدد القتلى في غزة 65 ألفًا معظمهم من المدنيين وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع التي تعدها الأمم المتحدة موثوقة