اتفاق أمريكي ياباني جديد لتعزيز أمن المعادن الحيوية وتقليل الاعتماد على الصين

في خطوة استراتيجية تعكس التعاون الاقتصادي بين واشنطن وطوكيو، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة وزراء اليابان سانا تاتشيكاوا اتفاقية إطارية تهدف إلى تأمين إمدادات المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة، وذلك اليوم الثلاثاء خلال زيارة ترامب إلى العاصمة اليابانية طوكيو ضمن جولته الآسيوية الواسعة. وتأتي هذه الاتفاقية في ظل سعي البلدين إلى تعزيز سلاسل الإمداد الحيوية وتقليل الاعتماد على السيطرة الصينية في هذا المجال الحيوي.

وبحسب ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست، فقد أشاد الرئيس الأمريكي برئيسة الوزراء اليابانية، التي تعد أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ اليابان، ورحب بالاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين في مجالات المعادن الحيوية والتجارة، وقال ترامب مبتسمًا أثناء التقاط الصور في قصر أكاساكا بوسط طوكيو: “إنها مصافحة قوية للغاية”.

وأضاف قائلاً: “بناءً على ما أعرفه من رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي وآخرين، ستكونين من أعظم رؤساء الوزراء في اليابان، كما أود أن أهنئك على كونك أول امرأة تتولى هذا المنصب، فهذا إنجاز عظيم يستحق التقدير”.

وأوضح بيان صادر عن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة واليابان تخططان لتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال استخدام أدوات السياسة والاستثمار المنسق، بهدف تسريع تطوير أسواق أكثر تنوعًا واستقرارًا وعدالة للمعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة، مما يساهم في تقليل المخاطر المرتبطة بتركز الإنتاج في منطقة واحدة من العالم.

يذكر أن الصين تقوم حاليًا بمعالجة أكثر من 90% من العناصر الأرضية النادرة عالميًا، وقد قامت مؤخرًا بتوسيع نطاق قيودها على تصدير تلك المواد، مضيفة عناصر جديدة إلى قائمة المواد الخاضعة للرقابة، مع تشديد الإجراءات على الشركات الأجنبية التي تعتمد على المواد الخام الصينية، وهو ما أثار قلقًا متزايدًا في كل من الولايات المتحدة واليابان بشأن أمن الإمدادات الصناعية.

وتعتبر الولايات المتحدة من الدول المحدودة في هذا المجال، إذ تمتلك منجمًا واحدًا فقط قيد التشغيل لإنتاج العناصر الأرضية النادرة، وتسعى جاهدة لتأمين احتياجاتها من المعادن الحيوية اللازمة لصناعات حيوية مثل السيارات الكهربائية، وأنظمة الدفاع، والتكنولوجيا المتقدمة.

كما أشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي يعتزم لقاء نظيره الصيني شي جين بينج يوم الخميس المقبل لبحث القضايا الاقتصادية المرتبطة بسلاسل الإمداد العالمية.

ومن جانبها، من المتوقع أن تعلن رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة عن حزمة من الاستثمارات الأمريكية الكبرى في إطار اتفاقية تم توقيعها هذا العام بقيمة 550 مليار دولار، وتشمل مشروعات في مجالات بناء السفن وزيادة مشتريات فول الصويا والغاز الطبيعي والشاحنات الصغيرة من الولايات المتحدة، وذلك بحسب مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات الجارية بين البلدين.