اتفاق مفاجئ بين الجيش السوري و”قسد” لوقف التصعيد في ريف الرقة الجنوبي الشرقي

توصل الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مساء الجمعة، إلى اتفاق يقضي بوقف التصعيد العسكري في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، وذلك بعد أيام من المواجهات الأعنف بين الطرفين منذ أشهر.
وكشفت مصادر قريبة من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن الاتفاق تمّ التوصل إليه عقب اشتداد المعارك في منطقة معدان، حيث شهدت خطوط التماس خلال اليومين الماضيين عمليات تسلل وقصفًا مكثفًا بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالإضافة إلى هجمات نفذتها طائرات مسيّرة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وبحسب المصادر، فإن الجيش السوري تمكن من استعادة المواقع التي تسللت إليها عناصر “قسد” ليل الأربعاء – الخميس، وهي العملية التي قُتل خلالها اثنان من عناصر الجيش وأُصيب تسعة آخرون، وسط اتهامات لـ”قسد” بالتمثيل بجثث الجنود القتلى، ما رفع حدة التوتر بشكل غير مسبوق.
وخلال الاجتماع الأمني الذي عقد اليوم، طالبت “قسد” بانسحاب الجيش السوري من النقاط المستعادة، إلا أن الجانب الحكومي رفض ذلك بشكل قاطع، مؤكدًا تمسكه بالمواقع التي استعادها خلال الاشتباكات الأخيرة.
وأفادت المصادر بأن اللقاء جرى بالتنسيق مع التحالف الدولي، الذي دفع باتجاه التهدئة، وطالب الطرفين بالعودة إلى اتفاق 10 مارس الذي ينظم قواعد الاشتباك ويمنع التصعيد في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في وقت ما تزال فيه “قسد” تسيطر على أجزاء واسعة من ريف الرقة الجنوبي الغربي، بعدما تسلمت تلك المناطق عقب انهيار سيطرة النظام السابق عليها في 8 ديسمبر الماضي.
ويرى مراقبون أن الاتفاق الجديد قد يفتح الباب لمرحلة أكثر استقرارًا، إلا أن هشاشته تبقى قائمة في ظل استمرار التوترات الميدانية وتشابك المصالح الإقليمية والدولية في شمال وشرق سوريا.


تعليقات 0