احتجاجات جنوب لبنان تُفشل جولة المبعوث الأمريكي توم براك
وتفضح "رمزية الخيام" على خط النار

أُجبر المبعوث الأمريكي توم براك على إلغاء جولته الميدانية بعد أن اندلعت موجة احتجاجات شعبية واسعة في بلدات الجنوب، أبرزها بلدة الخيام التي تُعد رمزًا للصمود على خط التماس مع إسرائيل.
وكان براك قد وصل إلى مرجعيون قادمًا من بيروت، ضمن برنامج يشمل زيارة الناقورة وصور، لكن المظاهرات الغاضبة التي وُصفت بأنها “الأضخم منذ شهور” دفعت المروحية العسكرية التي أقلته إلى العودة على عجل إلى العاصمة.
الاحتجاجات لم تكن عابرة؛ إذ جاءت ردًا على ما اعتبره الشارع اللبناني “إهانات” وجهها المبعوث الأمريكي خلال مؤتمره الصحفي الأخير بعد لقائه قائد الجيش العماد جوزيف عون، إلى جانب رفض قاطع لمقترحاته التي تضمنت نزع سلاح حزب الله، وإنشاء منطقة اقتصادية في الجنوب، وتوسيع نقاط الجيش الإسرائيلي الحدودية من خمس إلى ثماني نقاط.
وتُبرز رمزية الخيام – التي طالما كانت مسرحًا للغارات الإسرائيلية والمعارك البرية – مكانتها الاستراتيجية كأحد أكبر بلدات القطاع الشرقي، ما يجعل أي حراك شعبي فيها رسالة مزدوجة إلى الداخل والخارج: رفض الوصاية الأمريكية من جهة، والتأكيد على وحدة الموقف الشعبي والمقاوم في مواجهة أي مخططات تستهدف الجنوب.
المشهد يُنذر بتعقيدات جديدة في العلاقة بين بيروت وواشنطن، ويعكس حجم الرفض الشعبي لأي محاولات لإعادة رسم قواعد اللعبة في المنطقة على حساب السيادة اللبنانية.
تعليقات 0