استهداف مقر مايكروسوفت في تل أبيب يكشف علاقتها بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية

أعاد سقوط صاروخ إيراني بجوار مقر شركة مايكروسوفت في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، صباح اليوم الجمعة، الجدل حول طبيعة العلاقة بين عملاق التكنولوجيا الأمريكي والكيان الصهيوني، خصوصًا في ظل الاتهامات المتكررة للشركة بالمشاركة في تطوير تقنيات تُستخدم في جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين.
الحادث وقع بالقرب من مقر مايكروسوفت الواقع في الحديقة التكنولوجية الفائقة “غاف يام” في النقب، بجوار قاعدة الاتصالات العسكرية الإسرائيلية، ضمن مشروع استيطاني-عسكري تقوده وزارة الدفاع الإسرائيلية. وتصاعدت أعمدة الدخان من الموقع المستهدف، دون الإفصاح عن حجم الخسائر.
شركة مايكروسوفت، التي تُعد واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا العالمية، تُتهم بتقديم خدمات تقنية متقدمة للجيش الإسرائيلي، بما يشمل الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية، إذ تملك فرعًا في إسرائيل يُعد من مراكزها الاستراتيجية العالمية الثلاثة.
وقد كشفت تقارير سابقة من صحيفة “الجارديان” عن تقديم مايكروسوفت تقنيات تُستخدم في دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وتنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية، لا سيما عبر خدمات “Microsoft Azure” السحابية، التي تدير بها إسرائيل ما يُعرف بـ”بنك الأهداف” العسكري المستخدم في الهجمات على غزة.
كما أشارت تلك التقارير إلى تعاون مايكروسوفت مع وحدة “مامرام” التابعة لجيش الاحتلال، لتشغيل السحابة العسكرية الإسرائيلية، ما يجعل البنية الرقمية التي تقدمها الشركة جزءًا محوريًا في قدرات الاحتلال التكنولوجية.
افتُتح المقر الذي تعرض اليوم للقصف في يونيو 2023، في إطار خطة إسرائيلية لنقل شركات التكنولوجيا إلى الجنوب، وتعزيز دمج الجنود الذين خدموا في وحدات السايبر بالقطاع التكنولوجي المدني بعد انتهاء خدمتهم العسكرية.
الحادث أثار من جديد التساؤلات حول مدى تورط الشركات العالمية في دعم البنى العسكرية الإسرائيلية، والدور الذي تلعبه تلك التقنيات في تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة واستخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات القتالية.
تعليقات 0