الأمم المتحدة تحذر من هجمات الدعم السريع بالطائرات المسيّرة

أطلقت الأمم المتحدة جرس إنذار جديد بشأن تدهور الأوضاع في السودان، معربة عن قلق بالغ إزاء الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة التي تنفذها قوات الدعم السريع، والتي باتت تضرب العمق المدني وتلحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية الحيوية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن هذه الهجمات لا تستهدف مواقع عسكرية فحسب، بل تمس حياة ملايين السودانيين، حيث تضررت بشكل مباشر محطات الكهرباء ومرافق المياه ومستودعات الوقود، ما أدى إلى تعطل الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها السكان يوميًا.

وأشار دوجاريك إلى أن مدينة بورتسودان – التي تشكل شريان الحياة للإمدادات الإنسانية ،تتعرض للقصف لليوم التاسع على التوالي، ما فاقم من حالة الذعر بين المدنيين، وأدى إلى نزوح مئات السكان داخليًا، في وقت حرج يعاني فيه البلد من أسوأ أزماته الإنسانية.

وفي شمال دارفور، لا تبدو الصورة أقل قتامة، حيث وصفت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا – سلامي، الأوضاع في مخيمي أبو شوك وزمزم بأنها “كارثية”، مشيرة إلى أن المدنيين هناك محاصرون بالكامل ومنقطعون عن أي مساعدات خارجية.

الأمم المتحدة

رغم هذه الظروف العصيبة، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم المساعدات بما تتيحه الظروف، حيث تمكّن برنامج الأغذية العالمي من توزيع طرود غذائية لأكثر من 335 ألف شخص في بلدة طويلة، بينهم 67 ألفًا تلقوا إمدادات طارئة لمعالجة سوء التغذية، في خطوة تُعد بمثابة شريان أمل في ظل عتمة الحرب.

ومع تفاقم الأوضاع الميدانية وغياب أفق سياسي واضح، تتصاعد دعوات المنظمات الدولية لوقف فوري للتصعيد وضمان حماية المدنيين، فيما يبقى السودان عالقًا في دوامة نزاع قد يجر البلاد نحو كارثة إنسانية شاملة.