الأمم المتحدة تكرم أبطال حفظة السلام وتستشرف مستقبلًا أكثر أمانًا للعالم
فى يومهم العالمى

يحيي مقر الأمم المتحدة اليوم الخميس 29 مايو 2025، اليوم الدولي لحفظة السلام، احتفاءً بمسيرة بطولية امتدت منذ عام 1948، حين أُرسل أول فريق لمراقبة اتفاقات الهدنة العربية الإسرائيلية، في مهمة أصبحت نواة “هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة – يونتسو”
ومنذ ذلك التاريخ، شارك أكثر من مليوني رجل وامرأة في 71 مهمة لحفظ السلام في مختلف أنحاء العالم. واليوم، يخدم قرابة 68 ألف فرد من العسكريين والشرطيين والمدنيين في 11 منطقة نزاع عبر إفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط، مدعومين بمساهمات من 119 دولة، من بينها مصر التي تحتل المرتبة الـ13 عالميًا في إرسال قوات نظامية.
وتنشر مصر حاليًا أكثر من 1200 من قوات الجيش والشرطة في بعثات تابعة للأمم المتحدة في مناطق مثل أبيي وجمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان والصحراء الغربية.
وفي لفتة إنسانية مؤثرة، قام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بوضع إكليل من الزهور تكريمًا لأرواح أكثر من 4400 من حفظة السلام الذين قضوا منذ انطلاق أول مهمة. كما رأس مراسم تكريم استثنائية شملت منح ميدالية داغ همرشولد لـ57 من الأفراد الذين فقدوا حياتهم أثناء خدمتهم العام الماضي، من بينهم اثنان من أبطال مصر: ضابط الصف عبد القوي محمد عبد القوي سرور، والمواطن المدني معتز إبراهيم عبد السلام عبد الحميد.
وفي خطوة تعكس التقدير للتنوع والمساواة، منح غوتيريش جائزة داعية المساواة بين الجنسين في صفوف العسكريين لقائدة السرب الغانية شارون موينسوت سيم، وجائزة شرطية الأمم المتحدة للعام للضابطة زينب جبلا من سيراليون، لخدمتهما في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في أبيي “يونيسفا”.
ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار “مستقبل حفظ السلام”، تأكيدًا على أن حفظ السلام يجب أن يواكب تحديات عالم متغير، عبر تعزيز القدرات، وسد الفجوات، وتكييف البعثات مع الواقع الميداني.
وفي رسالته بهذه المناسبة، قال الأمين العام: “العالم اليوم يحتاج إلى الأمم المتحدة أكثر من أي وقت مضى، ونحن نحتاج إلى حفظ سلام قوي ومجهز لمواجهة تحديات العصر. نكرم اليوم هؤلاء الشجعان الذين خدموا بتفانٍ، ونعدهم بأن تضحياتهم لن تُنسى أبدًا”.
كما شدد جان-بيير لاكروا، وكيل الأمين العام لعمليات السلام، على أن التقدير لا يكفي، بل يتطلب مواصلة الاستثمار والتطوير في هذه البعثات الإنسانية المعقدة، من أجل حماية الأرواح ومنح الأمل في مناطق الصراع.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت 29 مايو من كل عام يومًا دوليًا لحفظة السلام منذ عام 2002، تخليدًا لبطولاتهم وتضحياتهم، واعترافًا بدورهم المحوري في صنع السلام العالمي.
تعليقات 0