الإعلام العبري يعترف: أشرف مروان “الملاك” خدع إسرائيل وساهم في نصر أكتوبر

واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الكشف عن الخدعة الكبرى التي نفذها الجاسوس المصري أشرف مروان، المعروف بلقب “الملاك”، والتي أربكت الموساد الإسرائيلي وأسهمت بشكل مباشر في نجاح خطة حرب أكتوبر 1973.
وأكدت تقارير القناة السابعة والتلفزيون الإسرائيلي، استنادًا إلى تحقيق الصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان في “يديعوت أحرونوت”، أن مروان لم يكن مجرد عميل مزدوج، بل كان جزءًا من خطة مصرية محكمة لتضليل إسرائيل، ما أدى إلى مقتل نحو 2400 جندي إسرائيلي خلال الحرب.
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي عوزي باروخ إلى أن “الملاك” زرع ثقة زائفة داخل جهاز الموساد، وخاصة في قسم الأبحاث، من خلال إرسال تحذيرات وهمية عن تواريخ الحرب، بما جعل إسرائيل غير مستعدة تمامًا لصد الهجوم المصري.
كما كشفت التحقيقات أن مروان أبلغ الموساد بتحذيرات غامضة ومتأخرة، بعد أن كانت مصر تعرف أن تل أبيب بحاجة إلى 48 ساعة على الأقل لتحشد قواتها على قناة السويس.
ولم يتوقف دور مروان عند التضليل، بل شارك في الاجتماعات التي خططت بها مصر وسوريا لبدء الحرب في 6 أكتوبر 1973 – يوم الغفران، بينما كان الإسرائيليون يظنون أن الحرب لن تحدث.
وبفضل ذلك، نجحت مصر في تنفيذ كمائن استراتيجية بصواريخ أرض-جو، ما أوقع خسائر كبيرة في صفوف سلاح الجو الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى أن مروان بعد وفاته غُرّم في مصر كبطل قومي، وتم تكريمه بجنازة مهيبة، تعكس مكانته التاريخية، بدلًا من معاملته كخائن كما حاولت إسرائيل تصويره.
وأشاد اللواء شلومو غازيت، أحد رؤساء الموساد، بدور مروان قائلاً: “تم زرعه في أعماق جهاز المخابرات الإسرائيلي وتلاعب برئيس الموساد كما يشاء، وكان المحرك الرئيسي لخطة الخداع المصرية”.
ويأتي هذا الكشف في ظل احتفالات مصر بالذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، وتأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن نصر أكتوبر مثال على قدرة الأمة على تحقيق المستحيل بوحدة الشعب والقيادة والجيش.
هذه الاعترافات الإسرائيلية تؤكد أن أشرف مروان لم يكن جاسوسًا لصالح إسرائيل كما كان يُزعم، بل كان رأس حربة لخداع تل أبيب وتحقيق نصر مصري تاريخي.
تعليقات 0