الإفتاء توضح صحة مقولتي ” اللي يحب ربه يحبب فيه خلقة ” و”الضرورات تبيح المحظورات”

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول مدى صحة مقولتي: «اللي يحب ربّه يحبّب فيه خلقه» و«الضرورات تبيح المحظورات»، فأجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى، بأن المقولة الأولى صحيحة في معناها، حيث إن الله تعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل عليه السلام: «إني أحب فلانًا فأحبّه»، ثم ينادي جبريل في أهل السماء وأهل الأرض فيحبّه الناس، وإذا أبغض عبدًا ينادي جبريل بأن الله يبغضه فيبغضه أهل السماء والأرض، ليظهر أثر المحبة أو البغض في قبول الناس أو نفورهم من العبد.
وأوضح أمين الفتوى، خلال برنامج “فتاوى الناس” على قناة الناس، أن هذا القبول يتجلى في تعامل الناس مع الشخص، فقد يشعر الإنسان براحة وانشراح قلب تجاه شخص يلتقي به لأول مرة دون سبب واضح، ويحب حديثه ويطمئن له، وهو ما يُعرف بالقبول الذي يمنحه الله لعباده الصالحين، مؤكّدًا أن معنى المقولة مستقيم ولا حرج فيه.
وفيما يخص المقولة الثانية «الضرورات تبيح المحظورات»، أكد الدكتور علي فخر أنها قاعدة فقهية صحيحة ومعترف بها، إلى جانب قواعد أخرى مثل «المشقة تجلب التيسير» و«إذا ضاق الأمر اتسع»، حيث جاءت الشريعة لحفظ النفس، لذلك أباح الفقهاء المحظورات عند الضرورة، مثل من كادت لقمة أن تختنق فلم يجد إلا الخمر، أو المسافر الذي لم يجد إلا الميتة ليأكل منها بقدر ما يحفظ حياته.
وأضاف أن الضرورات لها ضوابط، منها تقديرها بقدر الحاجة، وعدم وجود بديل مباح، وعدم التوسع في الادعاء بالضرورة، وضرب مثالًا بمن انهدم بيته وأصبح أولاده بلا مأوى ولم يجد قرضًا إلا بالربا، فتكون الضرورة قائمة لدفع الهلاك والستر، مع التأكيد على أن صاحب الضرورة مسؤول أمام الله عنها، داعيًا إلى عدم التوسع في تطبيق هذه القاعدة دون تحقق شروطها الشرعية.


تعليقات 0