3 سبتمبر 2025 16:33
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الإمام الأكبر أحمد الطيب: التضامن العربي والإسلامي السبيل لإنهاء مأساة غزة

بعث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأسمى التهاني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وإلى شعب مصر، وإلى الأمتين العربية والإسلامية حكامًا وشعوبًا، بمناسبة حلول ذكرى مولد النبي الكريم، خير البرية وأكرمهم وأرحمهم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين.

وخلال كلمته في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بحضور الرئيس السيسي، أكد الإمام الأكبر أن ميلاد الرسول لم يكن مجرد ميلاد قائد أو زعيم أو مصلح، رغم أنه جمع كل تلك الصفات بأكملها، بل كان ميلاد الرسالة الإلهية الخاتمة، التي حملها النبي الخاتم إلى البشرية كافة، على قاعدة المساواة بين الشعوب والأجناس.

وأشار فضيلته إلى أن هذه المناسبة في عامنا الحالي تكتسب خصوصية فريدة، إذ توافق مرور ألف وخمسمائة عام على ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ذكرى مئوية لا تتكرر إلا كل مائة عام، معتبرًا إياها بشارة لأبناء هذا الجيل لتفريج الكروب عن المستضعفين برحمة الله التي بعث بها رسوله للعالمين.

وأوضح أن صفة الرحمة كانت السمة الأبرز في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، والتي انعكست على كل أقواله وأفعاله، مع أهله وأصحابه وأعدائه، مبينًا أن هذه الرحمة كانت المؤهل الأسمى لحمل الرسالة العالمية الشاملة، التي تسع البشرية بكل تنوعها في الخير والشر والعدل والظلم والطاعة والمعصية.

وسلط الضوء على نموذج الرحمة النبوية في تشريع الحرب، مؤكدًا أن الإسلام وضع قواعد إنسانية صارمة لم تعرفها البشرية من قبل، حيث جعل القتال مقصورًا على دفع العدوان، وحرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ ورجال الدين، مشيرًا إلى أن الفقهاء المسلمين أسسوا ما عرف بـ”فقه السير”، والذي يعد نواة للقانون الدولي، والذي يقوم على رفض الإسراف في القتل أو التدمير أو التخريب.

وأوضح أن المقارنة بين هذه المبادئ وبين مشاهد الحروب المعاصرة، كغزة وأوكرانيا والسودان، تفتقد للمنطق، حيث إن الإسلام أوجب حماية أطفال العدو، بينما تعمدت أنظمة أخرى تجويع أطفال غزة واستهدافهم بشكل وحشي يخالف أبسط قيم الإنسانية.

ودعا الإمام الأكبر إلى استحضار دروس التاريخ، مستشهدًا بتجربة فلسطين في مواجهة الاحتلال الصليبي الذي استمر قرنًا من الزمان، حتى تمكن المسلمون بقيادة صلاح الدين من تحرير الأرض واستعادتها لأصحابها، مؤكدًا أن الحل الوحيد اليوم هو التضامن العربي المدعوم بتكاتف إسلامي يعزز صمود الفلسطينيين.

وأضاف أن الإسلام ليس دعوة للحروب أو الصراعات، بل دعوة للعدل والإنصاف والسلام القائم على احترام الحقوق المشروعة للشعوب، مشددًا على أن العدل والسلام الحقيقيين لا يعرفان الخضوع أو التنازل عن الأوطان والمقدسات، بل يصنعان بالإرادة القوية والعلم والتنمية والتسليح الذي يحمي الحقوق ويردع المعتدين.

وفي ختام كلمته، وجه الإمام الأكبر رسالة إلى الرئيس السيسي، مؤكدًا دعم الأزهر الشريف لمواقفه الثابتة في حماية القضية الفلسطينية ورفض محاولات التهجير، ودعا الله أن يوفقه ويقوي عزيمته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومساندته في أرضه.