الاحتلال يحكم قبضته على رام الله ويسابق الزمن لتهويد ” ترسلة “
سجون مفتوحة وخنق ممنهج

استفاقت محافظة رام الله والبيرة صباح اليوم السبت على إغلاق تام لحاجز “عطارة” العسكري، الشريان الرئيسي الذي يربط المدينة بقرى الشمال والغرب. هذا الإغلاق لم يكن مجرد إجراء أمني عابر، بل حلقة جديدة في سلسلة التضييق التي حولت الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة.
منذ ساعات الصباح الأولى، وجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم عالقين أمام كتل خرسانية وبوابات حديدية موصدة. وبحسب مصادر محلية، تسبب إغلاق حاجز عطارة في شلل تام لحركة الموظفين والطلاب والمسافرين القادمين من محافظات الشمال، مما أجبرهم على سلوك طرق وعرة وطويلة بحثاً عن منافذ بديلة في ظل انتشار مكثف لجنود الاحتلال.
الإغلاق الأخير في رام الله يأتي كجزء من واقع مرير كشفته “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان”، حيث أكدت أن الأراضي الفلسطينية ممزقة حالياً بـ 916 عائقاً عسكرياً، تتنوع ما بين حواجز دائمة، بوابات حديدية، وسواتر ترابية، تهدف جميعها إلى تحويل حياة الفلسطينيين إلى رحلة شاقة من المعاناة اليومية.
وعلى جبهة أخرى، تواصل آليات الاحتلال الهندسية العمل على مدار الساعة في موقع “ترسلة” جنوب جنين. وكشفت مصادر ميدانية عن شروع الجيش في إقامة “جدار أمني” وتكثيف العمليات الإنشائية، تنفيذاً لمخطط وزير جيش الاحتلال “يسرائيل كاتس” القاضي بإعادة المستوطنين للموقع بحلول مارس المقبل.
فهذه التحركات تهدف لفرض “وقائع استيطانية” جديدة في عمق الشمال الفلسطيني وتطويق مدينة جنين ومخيمها.
ولم تكن الأغوار الفلسطينية بمنأى عن هذا التصعيد؛ إذ تواصل حواجز “الحمرا” و”تياسير” خنق المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم.
هذا التشديد العسكري المستمر منذ عامين، والذي بلغت ذروته في الأشهر الأخيرة، لم يكتفِ بعرقلة التنقل، بل ضرب عصب الاقتصاد الزراعي، حيث تتكدس المحاصيل وتتعرض للتلف نتيجة منع تصديرها للأسواق، ما ينذر بكارثة اقتصادية للمزارع الفلسطيني في تلك المناطق.


تعليقات 0