الاعتدال الخريفي 2025.. الأرض تطوي صفحة الصيف وتستعد لموسم التحولات المناخية الكبرى

يطوي الوطن العربي، ومعه كامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية، اليوم الأحد 21 سبتمبر 2025، آخر صفحات فصل الصيف الذي استمر 93 يوماً متواصلة، ليستقبل غداً الإثنين 22 سبتمبر بداية فصل الخريف رسميًا مع حدوث الاعتدال الخريفي، الحدث الفلكي الذي يعلن توازن الليل والنهار على الكوكب.

لكن، وبحسب تقرير الجمعية الفلكية بجدة، فإن دخول الخريف لا يعني أن درجات الحرارة ستنخفض مباشرة، إذ تحتاج الأجواء لأسابيع كي تعكس التغيرات الفلكية على أرض الواقع، حيث يبدأ الانخفاض التدريجي في الحرارة ليصبح ملموسًا وواضحًا مع حلول شهر نوفمبر المقبل.

يُوصف الخريف بأنه أكثر الفصول تقلبًا في المناخ، فهو الفترة الانتقالية التي تنقل الأجواء من حرارة الصيف اللاهبة إلى برودة الشتاء القارسة.

خلال هذه المرحلة، تتباين درجات الحرارة بشكل مستمر بين الارتفاع والانخفاض، ما يجعل الطقس غير مستقر في مناطق واسعة من العالم العربي.

وفي العالم العربي والخليج على وجه الخصوص، يمثل الخريف بداية فعلية لموسم الأمطار، حيث تزداد حالات عدم الاستقرار الجوي، وتتصاعد فرص هطول الأمطار الرعدية التي تغذي المخزون المائي وتعيد الحياة إلى الصحارى القاحلة.

أما في أقصى شمال الكرة الأرضية، حيث تقع الدائرة القطبية الشمالية، فإن الاعتدال الخريفي يحمل معه مشهدًا معاكسًا.

فهو ينهي أشعة الشمس الصيفية المستمرة التي لا تغيب عن الأفق، ويطلق العنان لعودة أضواء الشفق القطبي، واحدة من أعظم الظواهر الطبيعية الساحرة التي تجذب ملايين المتابعين حول العالم لمشاهدتها.

الاعتدال الخريفي لا يُعد مجرد انتقال فلكي بين الفصول، بل هو بداية دورة جديدة من الظواهر المناخية والبيئية التي تؤثر على الزراعة، المياه، والحياة اليومية للبشر.

ففي حين يعني للبعض فرصة لاعتدال الأجواء والاستعداد للمطر، فإنه في مناطق أخرى إشارة إلى قدوم برودة طويلة وقاسية.