7 يونيو 2025 21:50
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الاعتراف المؤجل.. مؤتمر نيويورك حول فلسطين يتراجع عن طموح “الدولة الكاملة”

وسط ضغوط وتحفظات دولية

كشف دبلوماسيون دوليون عن تراجع أهداف مؤتمر دولي مرتقب حول القضية الفلسطينية، من المقرر عقده في نيويورك بين 17 و20 يونيو الجاري، بعدما كانت الآمال معقودة عليه لإحداث اختراق تاريخي يتمثل في إعلان اعتراف جماعي بالدولة الفلسطينية من قبل قوى غربية مؤثرة، من بينها فرنسا والمملكة المتحدة.

ووفقًا لما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن المؤتمر الذي يشارك في تنظيمه كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية، لن يشهد الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، بل سيسعى إلى الاتفاق على خطوات تمهيدية نحو هذا الاعتراف، في ظل اعتبارات سياسية ودبلوماسية معقدة.

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الراعي المشارك للمؤتمر، قد وصف الاعتراف بفلسطين بأنه “واجب أخلاقي ومطلب سياسي”، إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت أن المسؤولين الفرنسيين طمأنوا نظراءهم الإسرائيليين خلال محادثات هذا الأسبوع، بأن الوقت غير مناسب لاتخاذ مثل هذه الخطوة الحاسمة.

ويبدو أن الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية قد أصبح مرهوناً بعدة تطورات أساسية في الساحة السياسية والأمنية، أبرزها:

التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل.

إصلاح شامل للسلطة الفلسطينية.

إعادة إعمار غزة.

وإنهاء سيطرة حركة حماس على القطاع.

فرق عمل متعددة.. وخطط طويلة المدى

وفي خطوة تُشير إلى الطابع الفني والاستشرافي للمؤتمر، شكلت فرنسا والسعودية ثماني فرق عمل معنية بوضع الأسس اللازمة لإنجاح حل الدولتين، وتشمل مجالات متنوعة، منها:

إعادة الإعمار.

الجدوى الاقتصادية للدولة الفلسطينية.

تعزيز احترام القانون الدولي.

“روايات السلام” و”يوم السلام”، وهي تصورات ترمي إلى إبراز الفوائد المشتركة من التسوية السلمية.

وتُشرف المملكة المتحدة على الفريق الخاص بالجوانب الإنسانية، فيما يُنظم ماكرون مؤتمرًا مدنيًا تحضيريًا تحت مظلة منتدى باريس للسلام، قبيل انطلاق المؤتمر الرئيسي.

وعلى الرغم من حضور كل من الولايات المتحدة وإسرائيل لاجتماعات تحضيرية للمؤتمر، فإن غيابهما عن الإدلاء بأي تصريحات رسمية أثار الشكوك حول احتمالية مقاطعتهما للحدث، خاصة في ظل التوترات المتزايدة حول الاستيطان والسياسات الإسرائيلية تجاه الأراضي الفلسطينية.

في خطوة استفزازية قبيل المؤتمر، أعلنت سلطات الاحتلال عن بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، في أكبر توسع استيطاني منذ عقود، حيث وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس القرار بأنه “خطوة استراتيجية لمنع قيام دولة فلسطينية”.

في باريس، وصف السفير الإسرائيلي جوشوا زاركا المبادرة الفرنسية بأنها “كارثية”، معبّرًا عن رفض تل أبيب الواضح لأي تحركات دولية نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

لطالما كان الاعتراف بدولة فلسطين يُنظر إليه كـ”جائزة ترضية” بعد فشل خطة الدولتين في التسعينيات، غير أن التحولات السياسية الأخيرة داخل أوروبا تشير إلى تنامي الشكوك حول نوايا إسرائيل، ما يدفع عدة حكومات أوروبية إلى التفكير في استخدام الاعتراف كأداة ضغط لتغيير سلوك الاحتلال.

فمؤتمر نيويورك لا يبدو أنه سيحقق هدف الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، إلا أن تشكيل فرق العمل، وتنظيم المنتديات المدنية، ووضع خريطة طريق نحو الاعتراف، كلها مؤشرات على تبلور تحرك دولي جاد نحو إحياء حل الدولتين، ولو عبر مراحل طويلة ومعقدة.