29 يونيو 2025 14:03
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

“التايمز”: اختراق إسرائيلي غير مسبوق للبرامج النووية والصاروخية الإيرانية

و"خامنئي" كان هدفًا مؤجلًا

أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية أن جهاز الموساد الإسرائيلي تمكن من تنفيذ اختراق عميق للبرامج النووية والصاروخية الإيرانية، استنادًا إلى وثائق سرية تم تسريبها مؤخرًا، ما مكّن إسرائيل من رسم صورة شاملة لقدرات طهران العسكرية، واتخاذ استعدادات مبكرة لشن ضربات دقيقة على مواقعها الحيوية.

بحسب الصحيفة، استطاع عملاء الموساد التسلل إلى منشآت حساسة للغاية داخل إيران، حيث زاروا “جميع الورش والمصانع المرتبطة ببرامج الصواريخ”، ما مكّن إسرائيل من جمع معلومات ميدانية دقيقة شملت مخططات الأنفاق تحت الأرض، ومكونات البنية التحتية التي تدعم عمليات الإنتاج.

الوثائق التي جرى تبادلها مع الولايات المتحدة وبريطانيا كشفت أن إيران كانت تخطط لإنتاج 1000 صاروخ أرض-أرض سنويًا، وتجميع مخزون يصل إلى 8000 صاروخ، رغم أنها بدأت عمليتها العسكرية الأخيرة ضد إسرائيل بما بين 2000 إلى 2500 صاروخ فقط.

التحليلات التي أجراها الموساد على الوثائق المسربة تشير إلى أن القدرات الإيرانية تتقدم بوتيرة أسرع من المتوقع، وأن إسرائيل تراقب هذه المواقع منذ سنوات، حيث تعود الاستعدادات لاستهداف منشآت مثل نطنز وأصفهان إلى عام 2010.

الهجوم الشهير على منشأة نطنز النووية استند إلى “خرائط ورسومات دقيقة” حصل عليها عملاء الموساد خلال عملياتهم السرية داخل إيران، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

تزامن تسريب هذه الوثائق مع استمرار الجدل حول حجم الدمار الذي ألحقته الضربات الأمريكية والإسرائيلية بالبرنامج النووي الإيراني خلال ما عُرف بـ”حرب الأيام الاثني عشر”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح بأن منشأة فوردو دُمّرت بالكامل

بينما تؤكد مصادر أخرى أن إيران لا تزال تحتفظ بقدرتها على استئناف التخصيب وإنتاج السلاح النووي

ترامب أوضح أن تقييمه مبني على تقرير استخباراتي إسرائيلي نقله عملاء كانوا ميدانيًا في الموقع بعد الهجوم.

الصحيفة كشفت أيضًا أن إسرائيل ناقشت خيار اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي في بداية العمليات الأخيرة، لكنها قررت التراجع عنه رغم توفر القدرة، في ظل نقص المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول موقعه وتحركاته.

في المقابل، نفى مسؤولون إسرائيليون أي علاقة للرئيس ترامب بمنع تنفيذ تلك الضربة، رغم ما أعلنه في تصريحات سابقة.

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نجاح الموساد في اختراق المنشآت الإيرانية تسبب في حالة من الهوس الأمني داخل البلاد، حيث اعتُقل أكثر من 1000 شخص، ونُشرت وحدات مسلحة في الشوارع، وتم تشديد إجراءات شرطة الآداب، في محاولة لفرض رقابة مجتمعية صارمة وصلت إلى مطالبة المواطنين بمراقبة جيرانهم وأنماط حركتهم.

وقالت الدكتورة إفرات صوفر، رئيسة مركز عزري لدراسات إيران والخليج العربي بجامعة حيفا، إن “الموساد لعب دورًا استثنائيًا في تحجيم التهديد الإيراني”، مؤكدة أن هذه العمليات الاستخباراتية ستُخلد في كتب التاريخ.

رغم الغموض بشأن الضرر الفعلي للضربات على البرنامج النووي الإيراني، تبقى طهران تحت مراقبة استخباراتية دقيقة من إسرائيل والولايات المتحدة، في وقت تُجمع فيه تقارير غربية على أن إيران قد تعيد بناء قدراتها النووية خلال أشهر فقط، بينما يصر ترامب على أن “التهديد انتهى تمامًا”.