الحصرية: الانضباط المالي هو السلاح الأقوى لحماية الليرة السورية

أكد الدكتور عبدالقادر الحصرية، حاكم مصرف سوريا المركزي، أن “الانضباط المالي” يمثل الأداة الأبرز في يد الدولة لحماية مدخرات المواطنين من تقلبات سعر الصرف، مشددًا على أن استقرار العملة مرهون بسياسات اقتصادية رشيدة.

وخلال حديثه في برنامج “المراقب” على قناة “القاهرة الإخبارية”، استعاد الحصرية محطات تاريخية من مسيرة الليرة السورية، موضحًا أنها تعرضت عبر عقود طويلة لطباعة نقدية غير مغطاة تسببت في تدهور قيمتها الحاد، حتى وصلت إلى أكثر من 16 ألف ليرة مقابل الدولار ليلة سقوط النظام. كما أشار إلى تجربة خمسينيات القرن الماضي حين أصرت الحكومة السورية على تثبيت سعر العملة رغم انهيار الفرنك الفرنسي، فلجأت إلى إصدار سندات لا تزال محفوظة في المصرف حتى الآن، معتبرًا ذلك دليلاً على التزام الدولة تجاه عملتها ومواطنيها.

وشدد الحصرية على أن جذب الاستثمارات يمثل الأداة الثانية لحماية الليرة، إذ تركز السياسات الراهنة على خلق بيئة اقتصادية جاذبة للإنتاج والاستثمار، وهو ما يدعم بشكل مباشر استقرار العملة الوطنية. وخلص إلى أن استقرار سعر الصرف لن يتحقق إلا بوجود بيئة اقتصادية وسياسية مريحة، تتكامل فيها عناصر الانضباط المالي مع تشجيع الإنتاج والاستثمار، بما يعزز قيمة العملة على المدى الطويل.