الذهب يواصل الارتفاع قرب مستوياته القياسية وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الأربعاء، لتستقر بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية، في ظل تزايد الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وازدياد الغموض المحيط بالاقتصاد العالمي.
وجاء هذا الصعود مدفوعًا أيضًا بتزايد التوقعات بشأن خفض جديد لأسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، وهو ما منح الذهب دفعة إضافية نحو المزيد من المكاسب.
وارتفع سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 1.15% ليصل إلى 4189.73 دولارًا للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.8% مسجلة 4198.30 دولارًا.
وبهذا الأداء، يواصل المعدن الأصفر تعزيز مكاسبه المستمرة منذ بداية العام، والتي تجاوزت 55% حتى الآن، بعدما بلغ أمس الثلاثاء مستوى قياسيًا جديدًا عند 4179.48 دولارًا للأونصة، ليؤكد مكانته كأحد أبرز أدوات التحوط في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية.
ويعزو الخبراء هذا الارتفاع المستمر إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها تزايد المخاوف الجيوسياسية، وتنامي التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية، فضلًا عن قيام عدد من البنوك المركزية حول العالم بزيادة احتياطاتها من الذهب على حساب الدولار الأمريكي.
كما ساهمت التدفقات القوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في دعم الاتجاه الصعودي للمعدن النفيس، الذي بات الوجهة المفضلة للمستثمرين الباحثين عن الأمان المالي في ظل حالة عدم الاستقرار العالمية.
وفي تصريحات حديثة، أكد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، أن سوق العمل في الولايات المتحدة لا تزال تعاني من الضعف، رغم مؤشرات على تحسن طفيف في وتيرة النشاط الاقتصادي.
وأوضح باول أن قرارات الفائدة ستتحدد وفقًا لمعطيات كل اجتماع على حدة، مشيرًا إلى أن البنك المركزي يسعى لتحقيق توازن دقيق بين احتواء التضخم الذي ما زال فوق المستويات المستهدفة، ودعم سوق العمل الذي لم يتعافَ بشكل كامل بعد.
ويتوقع المستثمرون أن يقدم الفدرالي على خفض جديد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل هذا الشهر، مع احتمالية تنفيذ خفض آخر بنفس القدر في ديسمبر المقبل، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي وسط حالة عدم اليقين العالمي.
ومن جانب آخر، زاد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كشف أن بلاده تدرس تقليص بعض العلاقات التجارية مع الصين، بما في ذلك واردات زيت الطهي، وذلك بعد أن فرض الطرفان أمس الثلاثاء رسومًا متبادلة على عدد من السلع.
وأشارت مصادر اقتصادية إلى أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في الأسواق، ويعزز بدوره من ارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن أمام تذبذب العملات وأسواق الأسهم.
تعليقات 0