20 نوفمبر 2025 19:03
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الرئيس السيسي وقرينته يفتحان أبواب القصر أمام الرئيس الكوري وزوجته

ومباحثات ساخنة ترسم ملامح مرحلة جديدة من الشراكة الممتدة لـ30 عامًا

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة انتصار السيسي، اليوم الخميس، الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ وقرينته، في زيارة وُصفت بأنها الأكثر رمزية منذ عقود بين البلدين، وتتزامن مع الاحتفال بمرور ثلاثين عامًا على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وسيول.

منذ اللحظة الأولى للوصول، بدت ملامح الزيارة استثنائية؛ حيث اصطفّ حرس الشرف في ساحة القصر، وتعالت أنغام السلامين الوطنيين، قبل أن تتوسط صورٌ رسمية للرئيسين وقرينتيهما مشهدًا متكاملاً يجمع الدبلوماسية بالأناقة.

ووفقًا للسفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، فقد بدأت الزيارة بجلسة مشاورات مغلقة بين الزعيمين، اتسمت بالصراحة ووضوح الرؤى، قبل أن تمتد إلى جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين، جرى خلالها وضع خريطة طريق جديدة لتعميق التعاون الثنائي.

الرئيس السيسي رحّب بنظيره الكوري، مؤكدًا أن مصر تنظر إلى كوريا الجنوبية باعتبارها نموذجًا تنمويًا ملهمًا، وأن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في الاستثمارات الكورية داخل مصر، خاصة في مجالات:

الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

الذكاء الاصطناعي

صناعة السيارات وبناء السفن

البتروكيماويات والتعدين

توطين الصناعات داخل مصر

كما شدد الرئيس على الحوافز المتاحة داخل السوق المصرية، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بما يجعلها مركزًا واعدًا للصناعات الكورية.

الرئيس “لي جاي ميونغ” عبّر عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن كوريا الجنوبية ترى في مصر شريكًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط، ومشيدًا بما حققته مصر خلال السنوات الأخيرة من قفزات تنموية، كان آخرها افتتاح المتحف المصري الكبير.

المباحثات تطرقت أيضًا لملفات الأمن الإقليمي؛ حيث استعرض الرئيس السيسي جهود مصر في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وقرار مجلس الأمن المرتبط به، مؤكدًا تمسك مصر بـحل الدولتين.

الرئيس الكوري ثمّن الدور المصري، ووصفه بأنه عامل التوازن الأهم في المنطقة، مشيرًا إلى دعم بلاده الكامل للمسار السياسي الذي تقوده القاهرة.

وفي المقابل، عرض “لي جاي ميونغ” رؤية بلاده تجاه التطورات في شبه الجزيرة الكورية وشرق آسيا، وسط توافق واضح بين الجانبين على ضرورة الحفاظ على سيادة الدول ودعم الحلول السياسية لأزمات المنطقة.

الزيارة أثمرت عن توقيع مذكرتي تفاهم في مجالي الثقافة والتعليم، ضمن توجه مشترك لتقريب التجارب الحضارية بين البلدين، إضافة إلى بحث إنشاء:

جامعة كورية متخصصة في العلوم والتكنولوجيا داخل مصر

مدارس كورية لنقل الخبرات التعليمية الحديثة

وفي المؤتمر الصحفي المشترك، أكد الرئيس السيسي أن العلاقات المصرية الكورية أصبحت اليوم شراكة تعاونية شاملة، وأن القاهرة ترحب بتوسيع حضور الشركات الكورية، ليس فقط استثماريًا، بل في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية.

كما وجّه للرئيس الكوري رسالة ودية قال فيها:” الإرادة السياسية لتعميق التعاون… ونتطلع إلى زيارة كوريا الجنوبية مجددًا قريبًا”.