مركز المناخ: القبة الحرارية تبدأ بالانكسار وتحسن ملحوظ في الأجواء بدءًا من الثلاثاء

أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن مصر بدأت بالفعل تشهد انفراجة في الموجة شديدة الحرارة التي أثرت على مختلف المناطق خلال الأيام الماضية، نتيجة ظاهرة “القبة الحرارية” التي تسببت في أجواء خانقة ودرجات حرارة مرتفعة بشكل غير معتاد.

وأوضح فهيم، في تصريحات صحفية، أن هذه الظاهرة بدأت تتراجع تدريجيًا بداية من صباح الإثنين 28 يوليو 2025، مشيرًا إلى أن التحسن الفعلي والملحوظ في الطقس سيظهر بوضوح بدءًا من الثلاثاء 29 يوليو 2025، وذلك مع زوال تأثيرات القبة الحرارية بشكل شبه كامل بعد استمرارها لنحو ثلاثة أيام متتالية.

وأشار رئيس مركز المناخ إلى أن انكسار هذه الظاهرة يعود إلى عدة عوامل رئيسية ساعدت في تفكيك القبة الحرارية، التي كانت تحبس الهواء الساخن وتمنع صعوده إلى طبقات الجو العليا، مما ضاعف من الإحساس بحرارة الجو.

وفي هذا الإطار، أرجع فهيم أسباب التحسن المرتقب في الأجواء إلى ثلاثة أسباب محورية، هي:

أولًا: ضعف المرتفع العلوي الذي كان يسيطر على الأجواء ويتسبب في احتجاز الحرارة في الطبقات السفلية للغلاف الجوي، حيث بدأ هذا المرتفع في الانزياح شرقًا تدريجيًا، مما أتاح الفرصة لدخول تيارات هوائية أقل حرارة.

ثانيًا: نشاط الرياح الشمالية والشمالية الغربية، القادمة من البحر المتوسط، والتي تحمل معها هواءً رطبًا وأبرد نسبيًا، ساهم في تخفيف حدة الحرارة على السطح، وبدأ يدفع تدريجيًا بالكتلة الساخنة خارج المجال المحلي.

ثالثًا:انخفاض الضغط السطحي في مناطق الصعيد والدلتا، وهو ما ساعد على تقليل شدة الاحتباس الحراري الأرضي، وساهم في تبريد السطح والتربة، وبالتالي بدأت درجات الحرارة المحسوسة بالتراجع التدريجي.

وبحسب توقعات فهيم، فإن درجات الحرارة ستبدأ في الانخفاض بشكل ملحوظ، لتسجل في مناطق القاهرة والدلتا ما بين 37 إلى 39 درجة مئوية بدلًا من 42، بينما تنخفض درجات الحرارة في جنوب الصعيد من 44 إلى نحو 40 أو 41 درجة.

أما ليلًا، فسيشعر المواطنون بتحسن واضح، حيث ستتراجع الحرارة إلى ما بين 26 و27 درجة مئوية، بعد أن كانت تصل إلى 30 خلال الليالي الماضية.

وأضاف أن الأجواء ستشهد نوعًا من الاعتدال النسبي ، خاصة مع تراجع نسب الرطوبة العالية التي كانت تضاعف الإحساس بحرارة الجو، مشيرًا إلى أن معظم مناطق الجمهورية ستسجل انخفاضًا يتراوح بين 3 و5 درجات مئوية في درجات الحرارة خلال اليومين القادمين.

وفيما يتعلق بالجانب الزراعي، أكد الدكتور فهيم أن هذا الانخفاض المرتقب في درجات الحرارة سيكون له أثر إيجابي مباشر على المحاصيل الزراعية المختلفة، موضحًا أن التراجع في الحرارة يعني تقليل معدلات التبخر والاحتياج المائي للنباتات، فضلًا عن انخفاض احتمالات تعرض الثمار لما يعرف بلسعة الشمس، كما سيُساعد الطقس المعتدل في تحسين نسب العقد والتحجيم.

وعلى جانب آخر، حذر رئيس مركز المناخ من تكون شبورة مائية كثيفة جدًا في الساعات الأولى من فجر الإثنين، تمتد ما بين الثالثة والسابعة صباحًا، خصوصًا على مناطق شمال ووسط الدلتا، بما في ذلك محافظات: الغربية، كفر الشيخ، الدقهلية، دمياط، البحيرة، والإسكندرية.

وطالب فهيم المواطنين، خاصة قائدي المركبات، بتوخي أقصى درجات الحذر أثناء القيادة في تلك الفترة، نظرًا لانخفاض الرؤية الأفقية، كما نصح المزارعين بتأخير التوجه إلى الحقول والجمعيات الزراعية إلى ما بعد الساعة السابعة صباحًا حفاظًا على سلامتهم.