17 يونيو 2025 03:20
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الكوليرا تفتك بالسودان.. أرقام مروعة ونداءات استغاثة مع انهيار النظام الصحي

أطلقت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان ناقوس الخطر، محذّرة من تفشٍ واسع النطاق لوباء الكوليرا في ست ولايات سودانية، وسط غياب شبه كامل للخدمات الطبية.

وأكدت الطبيبة أديبة إبراهيم، عضو اللجنة، أن الوباء ينتشر بوتيرة متسارعة في ولايات: الخرطوم، الجزيرة، نهر النيل، الشمالية، سنار، وشمال كردفان، مشيرة إلى صعوبة الحصول على إحصاءات دقيقة بسبب الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي.

ووفقًا لبيانات أولية، سجلت ولاية الخرطوم وحدها 346 حالة وفاة، تليها شمال كردفان بـ57 حالة، ونهر النيل بـ33، في حين شهدت ولاية الجزيرة 45 حالة وفاة، في مؤشر خطير على تدهور الوضع الوبائي.

وبدأت الموجة الحالية في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم، نتيجة اعتماد السكان على مصادر مياه غير آمنة عقب انقطاع الكهرباء عن محطات المياه بسبب هجمات بالطائرات المسيّرة نفذتها ميليشيا الدعم السريع، مما فاقم من تلوث المياه وانتشار الإسهالات والنزلات المعوية.

في أمبدة، غربي أم درمان، أُعلن عن 291 حالة اشتباه بالكوليرا و25 وفاة، وسط تحذيرات من تفشي المرض وتحوله إلى كارثة صحية ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة. وطالبت غرف الطوارئ المحلية بتوفير مياه شرب آمنة، وإرسال فرق استجابة عاجلة لتقصي مصادر التلوث، إلى جانب تأمين الإمدادات الطبية والمحاليل الوريدية لعلاج المصابين.

وفي شرق النيل، سُجّل أكثر من 65 إصابة في مستشفى “البان جديد”، وسط تصاعد المخاوف من انهيار شامل للمنظومة الصحية، لا سيما بعد خروج نحو 80% من مرافق الرعاية الصحية عن الخدمة في مناطق النزاع، وتراجع 45% منها في المناطق الأخرى.

تتوالى النداءات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يتفاقم الوضع إلى ما هو أسوأ، في بلد تمزقه الحرب وتعصف به الأزمات، ليجد المواطن السوداني نفسه بين فكيّ النزاع والوباء، في واحدة من أشد الأزمات الصحية التي يواجهها السودان في تاريخه الحديث.