المبعوث الأمريكي من بيروت: استقرار لبنان مفتاح للإقليم

أكد توماس براك، المبعوث الأمريكي إلى لبنان، أن لبنان يشكل جزءًا أساسيًا من معادلة الاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى اهتمام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحقيق هذا الاستقرار، واعتبار الإصلاحات الحكومية اللبنانية إحدى ركائز تحقيقه.

وخلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين في السرايا الحكومية عقب لقائه رئيس الوزراء اللبناني، قال براك: “الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية مهمة جدًا، ونحن نتابعها عن كثب”، مضيفًا أن الملف اللبناني يحظى باهتمام مباشر من واشنطن.

وفيما يتعلق بملف سلاح “حزب الله”، شدد براك على أن “هذا شأن داخلي لبناني”، نافيًا وجود نية أمريكية حالية لفرض عقوبات على الدولة اللبنانية في هذا الصدد، وهو ما اعتُبر إشارة إلى رغبة أمريكية في التهدئة والانخراط البنّاء في الشأن اللبناني.

وكان المبعوث الأمريكي قد التقى في وقت سابق من صباح اليوم الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا، قبل أن يتوجه لاحقًا إلى البحرين. كما التقى رئيس الوزراء نواف سلام في السراي الكبير بحضور المبعوث الألماني والوفد المرافق، ضمن لقاءات دولية مكثفة تعكس الاهتمام الأوروبي والأمريكي المتصاعد بالشأن اللبناني.

ومن المرتقب أن يلتقي براك غدًا برئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما يُنظم مساء اليوم لقاء سياسيًا موسعًا في دارة النائب فؤاد مخزومي، يجمع عددًا من القيادات السياسية والروحية والنواب اللبنانيين.

وتأتي زيارة براك الحالية بعد أقل من أسبوعين على زيارته السابقة لبيروت، ما يعكس زخم التحرك الأمريكي تجاه الملف اللبناني، لاسيما في ظل تسلمه اليوم الملاحظات اللبنانية على الرد الأمريكي بشأن الورقة التي قدمتها بيروت سابقًا، في إطار مشاورات دبلوماسية غير معلنة بالكامل.

وفي سياق سياسي متصل، استقبل الرئيس اللبناني الأسبق ميشال عون، النائب عن كتلة الجمهورية القوية ملحم رياشي، حيث ناقشا التطورات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة

وتشهد بيروت هذه الأيام حراكًا دبلوماسيًا لافتًا، يعكس تصاعد الاهتمام الدولي بالاستقرار اللبناني، وسط تصعيد داخلي وتحديات اقتصادية وسياسية وأمنية معقدة، يجعل من الملف اللبناني حجر زاوية في الأمن الإقليمي القادم.