المفتي: تهجير الفلسطينيين جريمة تطمس الهوية وتخالف القيم الإنسانية والدينية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تهجير قسري لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنته بالهجرة النبوية الشريفة، موضحًا أن هناك فوارق جوهرية بين الهجرتين، من حيث الدافع والغاية والظروف التي أحاطت بهما. وجاء حديث المفتي خلال مقابلة أجراها مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج “مساء DMC”، مساء الخميس.
أوضح الدكتور عياد أن الهجرة النبوية التي قام بها النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة كانت بأمر من الله تعالى، وجاءت بعد اشتداد العذاب وضيق السبل على المسلمين، وكانت تهدف إلى تأسيس دولة الحق ونشر رسالة الإسلام في بيئة آمنة.
وأشار إلى أن النبي عاد إلى مكة فاتحًا بعد ذلك، وفاءً لوطنه واعترافًا بفضله، في صورة تجسد أسمى معاني الانتماء والوفاء.
في المقابل، وصف مفتي الجمهورية ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من تهجير للفلسطينيين بأنه فعل عدواني لا يحمل أي نية للخير أو السلام، بل يهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية، وحرق الأرض، والاستيلاء على الحقوق تحت مزاعم باطلة لا تستند إلى أي أساس من الصحة أو الشرعية. وأكد أن هذا الكيان المغتصب يعتمد في ممارساته على القوة الغاشمة والترويج لأساطير مكذوبة، في محاولة لترسيخ سيطرته وتبرير سياساته الإجرامية.
وأضاف المفتي أن تهجير الفلسطينيين لا يمكن اعتباره سوى جريمة متكاملة الأركان، ترمي إلى اقتلاع الإنسان من أرضه، ومحو معالم التاريخ والجغرافيا، وتعتمد على نهج يقوم على الظلم والبطش والافتراء. كما شدد على أن هذه السياسات لا يمكن أن تنجح في محو حق الشعوب أو إسكات صوتها، لأنها تقف في مواجهة الفطرة الإنسانية التي تنزع دومًا إلى العدل والحرية.
وفي سياق حديثه، أشار المفتي إلى أن الصحابة الكرام حين هاجروا مع النبي ﷺ، فعلوا ذلك تضحيةً من أجل دينهم ورغبةً في العودة إلى أوطانهم حاملين رسالة الخير والنور إلى العالم، وهو ما يختلف تمامًا عن التهجير القسري الذي يُفرض بالقوة على الفلسطينيين دون أي مبرر أخلاقي أو قانوني.
واختتم مفتي الديار المصرية حديثه بالتأكيد على أن مقاومة الظلم والدفاع عن الأرض والهوية، ليست فقط حقًا مشروعًا، بل هي واجب ديني وإنساني، مشيرًا إلى أن الشعوب الحرة لا يمكن أن تُسلب إرادتها أو يُكسر صمودها مهما طالت المحن أو اشتدت الضغوط.
تعليقات 0