النساء في الصفوف الأمامية لجيش الاحتلال.. حل مؤقت لأزمة مستعصية

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن تزايد ملحوظ في مشاركة النساء بالأدوار القتالية، حيث بات العنصر النسائي يُشكل 21% من الجنود المقاتلين، في محاولة لاحتواء أزمة نقص الكوادر البشرية التي تفاقمت بعد الحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهرًا على غزة.
ووفقًا للصحيفة، فإن الأدوار القتالية التي كانت حتى وقت قريب حكرًا على الرجال، أصبحت متاحة أمام المجندات في مناطق اشتعال مثل غزة ولبنان وسوريا، على نحوٍ غير مسبوق في تاريخ جيش الاحتلال، لدرجة أن واحدة من كل خمس عناصر في الخطوط الأمامية الآن هي امرأة. وهو معدل يفوق نظيراتها في جيوش الغرب، وفقًا للخبراء.
ورغم هذه القفزة الكمية، إلا أن التحديات النوعية لا تزال قائمة. فقد أوقف الجيش الإسرائيلي مؤخرًا برنامجًا تجريبيًا لدمج النساء في وحدات المشاة الرئيسية، بعد تعرض 23 مجندة لإصابات حالت دون تلبية معايير اللياقة القتالية المطلوبة، وهو ما أثار انتقادات واسعة بشأن قدرة النساء على تحمل متطلبات تلك المهام.
ويأتي هذا في ظل أزمة متصاعدة تواجه الجيش الإسرائيلي، الذي يعتمد بالأساس على نظام الاحتياط من المدنيين، حيث يواجه تحديات في تجنيد الرجال الأرثوذكس المتشددين بعد قرار المحكمة العليا بإلغاء إعفاءاتهم الطويلة من الخدمة العسكرية، وسط رفض مجتمعي داخل تلك الفئة الدينية لتلبية نداء التجنيد.
وبينما يُروَّج لدمج النساء كجزء من الحداثة والتنوع في الجيش، تشير المؤشرات إلى أن هذا التوجه يبقى حلًا جزئيًا مؤقتًا، أمام إشكالية بنيوية أعمق تتعلق بتآكل العنصر البشري، وعدم تحقيق التكافؤ في الفرص القتالية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
تعليقات 0