15 مايو 2025 02:09
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الهند تكذب ترامب بشأن وساطته لوقف الحرب مع باكستان: “صانع سلام زائف”

في ظل تصاعد الأزمات العالمية، من الحرب الروسية في أوكرانيا إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للواجهة باعتباره “صانع سلام”، مُعلنًا عن وساطته في وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان عقب أسوأ تصعيد عسكري بين البلدين منذ عقود.

لكن الهند سارعت إلى نفي تصريحات ترامب، التي زعم فيها من الرياض وواشنطن أن الولايات المتحدة استخدمت ورقة التجارة لإقناع الطرفين بوقف القتال، مؤكدة أن ملف التجارة لم يكن جزءًا من أي حوار مع واشنطن بشأن التصعيد العسكري.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندهير جايزوال، في مؤتمر صحفي أن الرئيس الأمريكي بالغ في تصوير دوره، نافيًا أي تهديدات أو عروض تجارية ضمن الوساطة. وعلّق محللون بأن حكومة ناريندرا مودي تتخوف من أن تُفسَّر هذه الرواية على أنها خضوع لضغوط خارجية، مما قد يُضعف موقفها الداخلي.

كما أعربت نيودلهي عن امتعاضها من مساواة ترامب بين الهند وباكستان، خاصة بعد تلميحه إلى إمكانية وساطة مستقبلية حول قضية كشمير، التي تراها الهند “شأنًا داخليًا غير قابل للتفاوض”.

وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الهند كانت قد نسقت مسبقًا مع واشنطن بشأن العمليات العسكرية داخل باكستان، لكن قرار وقف إطلاق النار كان هنديًا خالصًا، وجاء بعد موجة من الغارات الجوية.

وتفاقمت الأزمة بسبب تضارب التصريحات الأمريكية، حيث أشار نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في وقت سابق إلى أن “التصعيد ليس من شأننا”، قبل أن يقود لاحقًا حملة دبلوماسية لاحتواء الوضع.

وفي الأوساط السياسية الهندية، وُصفت تصريحات ترامب بـ”الخيانة”، واعتبرها البعض نكسة في علاقات الهند بأمريكا، التي كانت تنمو بثبات خلال السنوات الأخيرة.

وقالت نيروباما راو، السفيرة السابقة للهند في واشنطن، إن ترامب أعاد صيغة “المساواة الزائفة” بين الهند وباكستان، التي سعت نيودلهي لتجاوزها منذ سنوات.

واختتمت المحللة السياسية إندراني باغشي بالقول إن “الهند دائمًا ما تخوض معاركها ضد الإرهاب المدعوم من باكستان بمفردها، ولا تزال ترى في واشنطن وبكين خصمين يتحدان فقط عندما يتعلق الأمر بإسلام آباد”.