الولايات المتحدة ترصد مكافأة 10 ملايين دولار لكشف أنشطة حزب الله في أمريكا اللاتينية

في تحرك متصاعد ضمن استراتيجيتها لمواجهة التهديدات الإرهابية والمالية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن تقديم مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تكشف عن أنشطة حزب الله اللبناني في دول أمريكا اللاتينية، خاصة في منطقة الحدود الثلاثية التي تجمع بين ثلاث دول هي الأرجنتين، البرازيل، وباراغواي.

يأتي هذا الإعلان في ظل زيادة المخاوف الدولية من توسع عمليات حزب الله خارج الشرق الأوسط، حيث يعتمد الحزب على شبكات معقدة للتهريب وغسيل الأموال لتمويل أنشطته التي تُعدّ خارج إطار الدولة اللبنانية، بما يشمل أنشطة غير مشروعة في أمريكا الجنوبية. وتُعد منطقة الحدود الثلاثية نقطة ساخنة لعمليات التهريب وغسيل الأموال، حيث تستغل التنظيمات الإرهابية هذه المناطق ذات الحدود المفتوحة وغياب الرقابة الصارمة لتوسيع نفوذها وتحقيق مكاسب مالية ضخمة.

أكدت الخارجية الأمريكية في بيانها أن حزب الله يستخدم هذه الشبكات لإدارة تدفقات مالية مشبوهة بهدف دعم العمليات الإرهابية وتجنيد وتدريب العناصر، إلى جانب دعم أنشطة التهريب غير المشروع التي تشمل المخدرات والأسلحة. كما أشارت إلى أن الحزب يحاول إخفاء هذه العمليات من خلال آليات مالية معقدة، مما يجعل مهمة تتبعها وكشفها تحديًا كبيرًا للأجهزة الأمنية.

وتتزامن هذه الخطوة مع تصاعد الضغوط الدولية على حزب الله، حيث تحاول الولايات المتحدة وغيرها من الدول تقليص قدرات التنظيم المالي واللوجستي، عبر استهداف شبكاته في الخارج، فضلاً عن فرض عقوبات اقتصادية على الأفراد والكيانات المرتبطة به. كما تسعى الولايات المتحدة إلى تشجيع المبلغين والمطلعين على هذه الأنشطة الخطرة على مستوى العالم، مع تقديم ضمانات أمنية وفرص انتقال وإعادة توطين لمن يخشى على حياته.

من جانبه، أكّد محللون أمنيون أن هذه المكافأة تمثل خطوة مهمة في الحرب الاقتصادية والمالية التي تخوضها واشنطن ضد التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، والتي تعتمد على تمويل غير مشروع لاستمرار نشاطها. وأوضحوا أن الكشف عن هذه الأنشطة في أمريكا اللاتينية يمكن أن يفضي إلى تعطيل شبكات مالية ضخمة تؤثر على الأمن الدولي، ويُسهم في الحد من قدرات حزب الله في دعم الصراعات المسلحة والتدخل في شؤون دول أخرى.

ويذكر أن الولايات المتحدة صنفت حزب الله منظمة إرهابية منذ سنوات، ودأبت على فرض عقوبات صارمة على أفراد وشركات وكيانات مرتبطة بالتنظيم، في إطار جهودها لمحاصرته دولياً. ومن المتوقع أن تسعى واشنطن عبر هذه المكافأة إلى تحفيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات الاستخباراتية لتعقب وملاحقة أنشطة الحزب في مناطق بعيدة عن مسرح العمليات التقليدي في الشرق الأوسط.