5 نوفمبر 2025 02:07
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بارا… مدينة الأشباح في قلب السودان: جثث في المنازل وصمت دولي يخنق الأحياء

تحولت مدينة بارا بولاية شمال كردفان إلى مأساة إنسانية مروعة، بعدما كشفت شبكة أطباء السودان، اليوم الثلاثاء، عن تكدّس عشرات الجثث داخل المنازل، ومنع ذوي الضحايا من دفن موتاهم على يد قوات الدعم السريع، في مشهد وصفته المنظمة بأنه “جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس”.

كما قالت الشبكة إنها تتابع بقلق بالغ ما يجري في بارا، حيث تُحاصر المدينة بالموت والرعب والجوع والعطش، مشيرة إلى أن الجثث تُركت في البيوت بعد منع الأهالي من دفنها، لتبقى البيوت مقابر مفتوحة، يعيش فيها الأحياء وسط أجساد موتاهم.

وأضاف البيان أن الاتصالات مقطوعة تماماً عن المدينة، في حين انهار النظام الصحي بالكامل، مع غياب أي وجود طبي أو إنساني فاعل، وتزايد أعداد المفقودين يومياً في ظل الفوضى والعنف.

وتحدثت الشبكة عن نزوح جماعي واسع النطاق، حيث يفر المدنيون سيرًا على الأقدام عبر طرق صحراوية محفوفة بالخطر، دون غذاء أو دواء أو مأوى، بينما تنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال والنساء وكبار السن في مشهد “يتجاوز حدود الكارثة الإنسانية”.

وأكدت شبكة أطباء السودان أن ما يحدث في بارا يستدعي تحركًا عاجلًا من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مطالبة بـ فتح ممرات آمنة للمدنيين، وتمكين الأسر من دفن موتاها بكرامة، ووقف ما وصفته بـ “الانتهاكات المنظمة ضد الإنسانية”.

وتتزامن هذه التطورات مع توسع نطاق الفظائع في مناطق عدة من السودان، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف النزيف، بينما تتحول مدن بأكملها، مثل الفاشر وبارا، إلى بقع مظلمة خارج الذاكرة والنجاة.