8 يونيو 2025 15:38
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بعد استشهاد أسعد أبو شريعة.. عائلات الأسرى تطالب بالثأر وإسرائيل تتباهى بالعملية

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت  7 يونيو 2025، عن اغتيال أسعد أبو شريعة، الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية وقائد جناحها العسكري “كتائب المجاهدين”، في عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”.

وجاءت العملية بعد ساعات من استهداف غارة جوية إسرائيلية منزلاً في حي الصبرة شرق مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد أبو شريعة وشقيقه أحمد، عضو الأمانة العامة للحركة، بالإضافة إلى 15 مدنياً على الأقل بينهم 6 أطفال، وإصابة العشرات، وفقاً للدفاع المدني الفلسطيني وقناة الأقصى التابعة لحماس .

مسيرات غاضبة في عدة مدن بقطاع غزة والضفة الغربية

رداً على العملية، خرجت عائلات الأسرى الفلسطينيين في مسيرات غاضبة في عدة مدن بقطاع غزة والضفة الغربية، حيث رفعت لافتات تطالب بالثأر لدماء الشهداء.

وأكدت عائلة الأسير المحرر محمد الداية (أمضى 17 عاماً في السجون الإسرائيلية) أن “كل قطرة دم تسقط ستزيد من إصرارنا على المقاومة”.

من جانبها، وصفت عائلة الأسير المريض ناصر أبو حميد (المحتجز منذ 2002) العملية بأنها “جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الدموي”، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف “سياسة الاغتيالات الممنهجة”.

وفي المقابل، هنأت عائلات الأسرى الإسرائيليين الجيش الإسرائيلي على العملية، حيث قالت عائلة الأسير الإسرائيلي أورون شاؤول (المحتجز لدى حماس): “هذه خطوة صغيرة نحو تحقيق العدالة لضحايا 7 أكتوبر”.

مسيرة أبو شريعة ودوره في المقاومة

يُعتبر أبو شريعة أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية، حيث قاد حركة المجاهدين منذ تأسيسها عام 2000 خلال انتفاضة الأقصى، بعد انشقاقها عن حركة فتح. وُلد عام 1977 في حي الصبرة بغزة لعائلة لاجئة من بئر السبع، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الأزهر قبل انخراطه في العمل العسكري والسياسي. تعرّض لأكثر من خمس محاولات اغتيال سابقة، نجا منها بإصابات بالغة، لكنه ظلّ قائداً بارزاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي طيلة 25 عاماً .

اتهامات إسرائيلية وردود فعل فلسطينية

اتهم الجيش الإسرائيلي أبو شريعة بالمشاركة المباشرة في هجمات 7 أكتوبر 2023، بما في ذلك اقتحام كيبوتس “نير عوز” وخطف وقتل عائلة بيباس الإسرائيلية، التي تضمّنت الأم شيري (32 عاماً) وطفليها أرييل (4 سنوات) وكفير (9 أشهر)، الذين أصبحوا رمزاً للمعاناة الإسرائيلية خلال الحرب. كما نُسبت إليه عمليات اختطاف أخرى، منها اختطاف الزوجين الإسرائيليين-الأمريكيين جاد وجودي حجاي، والمواطن التايلاندي ناتابونغ بينتا .

من جانبها، نعت حركة المجاهدين أبو شريعة ووصفته بـ”أحد أعمدة الجهاد والمقاومة”، مؤكدةً أن “جرائم الاغتيال لن تكسر إرادة المقاومة”. كما أدانت حماس وحركة الجهاد الإسلامي العملية، مشيرتين إلى أن أبو شريعة “قدّم أكثر من 150 شهيداً من عائلته خلال الحرب الحالية، بينهم زوجته وأبناؤه” .

تداعيات العملية واستمرار العدوان

تأتي هذه الغارة ضمن تصعيد إسرائيلي مستمر منذ 8 أشهر، حيث خلّفت الحرب أكثر من 180 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى تدمير شامل في قطاع غزة.

وفي رد فعل على اغتيال أبو شريعة، توعدت حركة المجاهدين بأن “إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً”، بينما أعربت عائلة بيباس عن “امتنانها” للجيش الإسرائيلي، معتبرة أن مقتله “خطوة نحو إنهاء المعاناة” .

ويشكّل استشهاد أبو شريعة استمرار سياسة الاغتيالات الإسرائيلية التي تستهدف القادة الفلسطينيين، وسط تحذيرات من تصاعد العنف في الأيام المقبلة.