«بعد 921 يومًا من الإغلاق».. مطار الخرطوم يستقبل أول رحلة مدنية وسط إجراءات أمنية مشددة

أعلنت إدارة شركة مطار الخرطوم الدولي، الأربعاء، عن هبوط أول طائرة ركاب مدنية في مطار الخرطوم للمرة الأولى منذ 15 أبريل 2023، وذلك بعد توقف دام عامين ونصف بسبب الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وذكرت الشركة في بيان لها على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك: “هبطت قبل قليل طائرة شركة بدر للطيران في مطار الخرطوم الدولي، معلنةً بذلك تدشين المطار وعودة النشاط الجوي من العاصمة بعد فترة من التوقف”، مشيرة إلى أن هذا الحدث يمثل خطوة مهمة في مسار تعافي قطاع الطيران السوداني وعودة الحركة الجوية تدريجيا.
يأتي هذا التطور بعد ساعات من تعرض العاصمة الخرطوم لهجوم بطائرات مسيرة تصدت له دفاعات الجيش السوداني فجر الأربعاء، في ثاني هجوم من نوعه خلال 24 ساعة، ما أثار حالة من الترقب والقلق بشأن توقيت إعادة تشغيل المطار. ويُعد هذا الحدث نقطة تحول رمزية في ظل الظروف الأمنية المعقدة التي تشهدها البلاد، لا سيما بعد إغلاق المطار لنحو 921 يوما منذ اندلاع الحرب.
كانت هيئة الطيران المدني قد أعلنت مساء الاثنين عزمها إعادة تشغيل المطار يوم الأربعاء، لكن عقب هذا الإعلان بساعات شنت طائرات مسيرة هجوما على المطار، في حادثة أثارت المخاوف مجددا من تشغيله، إلا أن الجيش السوداني أعلن في بيان له الثلاثاء أن الدفاعات الجوية تصدت للهجوم وأسقطت الطائرات المسيرة بالكامل.
توقف مطار الخرطوم الدولي، الذي يقع في موقع استراتيجي وسط البلاد ويعد من أهم المطارات من حيث القدرة الاستيعابية، أدى إلى شلل كبير في حركة الطيران الداخلية والخارجية، وتسبب في تعطل مصالح ملايين المواطنين، مما جعل إعادة افتتاحه محل اهتمام محلي ودولي.
يشار إلى أن الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 قد أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، وفق بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما أشارت دراسة لجامعات أمريكية إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يقترب من 130 ألفًا.
وأعلن الجيش السوداني في 21 مايو الماضي سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم بعد معارك عنيفة في منطقة صالحة جنوبي مدينة الخرطوم، مشيرًا إلى خلو المدينة من وجود قوات الدعم السريع.
تعليقات 0