بوتين يشيد بخطة ترامب بشأن غزة ويشكر مصر على إنجاح اتفاق شرم الشيخ
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخطة نظيره الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بقطاع غزة، مؤكدًا أنها قد تشكل “حدثًا تاريخيًا” في حال نجاح تنفيذها، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن مشاركة روسيا في عملية السلام ربما تكون مطلوبة في المرحلة المقبلة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس الروسي في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، أوضح بوتين أن بلاده تدعم المبادرات الأمريكية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مشددًا على أن “القضية الجوهرية تظل إقامة دولة فلسطينية مستقلة”، مضيفًا أن لدى موسكو ما يمكن أن تقدمه من رؤى وحلول للمساعدة في معالجة الوضع الإنساني والسياسي في غزة.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن نجاح أي مبادرة سلام يتطلب تنسيقًا دوليًا حقيقيًا، مؤكدًا أن موسكو ترحب بأي تحركات جادة تضع الأساس لحل دائم وشامل، ينهي دوامة العنف ويعيد الأمل إلى الشعب الفلسطيني في حياة آمنة ومستقرة.
وفي السياق ذاته، تتابعت ردود الفعل الدولية الإيجابية بعد بدء تنفيذ اتفاق شرم الشيخ بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي جاء ثمرة للجهود المصرية المتواصلة في الوساطة، حيث بدأت قوات الاحتلال في الانسحاب من غزة إلى خطوط متفق عليها، فيما عاد آلاف الفلسطينيين تدريجيًا إلى مناطقهم في شمال القطاع بعد شهور من النزوح والمعاناة.
كما واصلت القاهرة دورها الإنساني المحوري عبر إدخال قافلة المساعدات رقم 48 ضمن مبادرة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة»، من خلال ميناء رفح البري إلى منفذ كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع.
وأفاد مصدر مسؤول بأن القافلة تحمل كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والإغاثية، ومواد الإيواء، والأدوية، والمواد الغذائية الأساسية، وذلك في إطار الجهود المصرية المستمرة لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعيشها أهالي غزة.
وفي المقابل، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن امتنانه العميق لمصر، مثمنًا الدور البارز الذي قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، مؤكدًا خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض أن الجهود المصرية كانت العامل الحاسم في إنجاح الاتفاق، الذي وصفه بأنه يمثل بداية لعصر جديد يسوده السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال ترامب: “ما حدث اليوم ليس مجرد اتفاق لوقف النار، بل خطوة تاريخية نحو إنهاء عقود من الصراع والمعاناة. هذا اليوم يجب أن يشعر فيه الجميع بالفخر والأمل، لأنه يوم حقيقي للسلام.”
ومع بدء دخول الاتفاق حيز التنفيذ وتدفق المساعدات المصرية إلى القطاع، خيّم جو من التفاؤل في غزة، حيث استقبل الأهالي الشاحنات القادمة من مصر بالفرح والزغاريد ورفع الأعلام المصرية، في مشهد يعكس حجم الامتنان الشعبي للدعم الإنساني والسياسي الذي تقدمه القاهرة منذ اندلاع الأزمة.
وهكذا، يجتمع الموقف الروسي الداعم للمسار السياسي مع الجهد المصري الإنساني والدبلوماسي، تحت مظلة تحرك أمريكي جديد، ليعيد المشهد في الشرق الأوسط إلى مرحلة عنوانها الأبرز: الرهان على السلام بعد سنوات من النار والدمار.
تعليقات 0