الاحتلال يعلن ضبط صواريخ وطائرات مسيّرة ببيتونيا والشكوك تحاصر الرواية الإسرائيلية”
بيتونيا تحت المجهر: تصعيد جديد في رواية الاحتلال حول الضفة الغربية

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، زعمت القناة 14 العبرية أن جيش الاحتلال اكتشف الليلة الماضية مخزن أسلحة في بلدة بيتونيا، يضم 14 صاروخًا، اثنين منها مجهزان بمواد متفجرة، إلى جانب سلاحين آليين وعدد من الطائرات المسيّرة.
رواية الاحتلال عن “مخزن الصواريخ”.. حقيقة أمنية أم سردية لتوسيع ساحة الحرب؟
فهذا الإعلان، الذي يأتي في ظرف سياسي وأمني بالغ الحساسية، يطرح أكثر من علامة استفهام حول أهدافه وتبعاته:
تصعيد أمني لافت:
الاحتلال لم يكتفِ هذه المرة بروايات عن “خلايا محلية محدودة”، بل رفع سقف الاتهامات بالحديث عن قدرات شبه عسكرية متقدمة داخل الضفة الغربية، في إشارة توحي باستعداد لاعتبارها ساحة مواجهة مفتوحة.
توظيف داخلي للرواية:
القناة العبرية، المحسوبة على التيار اليميني، قدّمت الأمر كإنجاز استخباري كبير، وهو ما يكشف عن بعد دعائي يخدم الأجندات السياسية الإسرائيلية، سواء لتبرير التصعيد الميداني أو لحشد التأييد الشعبي خلف الحكومة.
رسائل مزدوجة:
الاحتلال يحاول طمأنة الداخل الإسرائيلي بأن “الجيش يقظ”، وفي الوقت ذاته يبعث برسالة ردع إلى الفلسطينيين بأن “اليد الأمنية طويلة” حتى في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
غياب الأدلة الموثقة:
حتى الآن، لا صور ولا فيديو ولا أي توثيق مستقل يدعم هذه المزاعم، وهو ما يفتح الباب أمام التشكيك في مصداقيتها، خاصة مع وجود سوابق تضخيم أو فبركة إعلامية مشابهة.
مخاطر التصعيد:
إذا ما جرى ترسيخ هذه السردية، فقد نشهد تحولات خطيرة في أسلوب العمليات العسكرية بالضفة، وربما استخدام وسائل كانت حكرًا على غزة مثل القصف الجوي أو الاستهداف عن بعد.
وبينما يسوّق الاحتلال لروايته كإنجاز أمني، يرى مراقبون أن ما يجري في بيتونيا ليس مجرد “خبر عابر”، بل محاولة لإعادة هندسة المشهد الأمني بالضفة الغربية وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد.


تعليقات 0