تحذير ناري من جيش الاحتلال: شمال غزة منطقة موت

حذر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، سكان شمال قطاع غزة من العودة إلى منازلهم، معلنًا أن المناطق الواقعة شمال شارع صلاح الدين أصبحت مناطق قتال خطيرة، مؤكدًا أن التحرك نحوها يعني المخاطرة بالحياة.

التحذير العاجل الذي بثته قناة القاهرة الإخبارية جاء كرسالة واضحة للسكان في مناطق بيت لاهيا، جباليا، وبيت حانون، مفادها: “ابقوا بعيدًا، فالموت هناك ينتظر”. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا عسكريًا عنيفًا، أعاد مشاهد الرعب والدمار إلى واجهة الأحداث.

تحذير ناري

بعد أسابيع من انسحاب تكتيكي جزئي، عادت قوات الاحتلال مجددًا إلى تنفيذ عمليات عسكرية عنيفة في المناطق الشمالية من القطاع، متذرعة بتفكيك ما تصفه بـ”البنية التحتية لحماس”. لكن الواقع الميداني يُظهر صورة مغايرة: غارات مكثفة، دمار شامل، ونزوح قسري لعشرات الآلاف من المدنيين الذين يعيشون بين خيام النزوح وأنقاض منازلهم.

هذا التحذير ليس الأول، لكنه الأشد لهجة، ويأتي في سياق سياسة تهجير قسري مستمرة، تتبعها إسرائيل لمنع سكان شمال غزة من العودة إلى بيوتهم. ويقول مراقبون إن الاحتلال يسعى لفرض “أمر واقع جديد” على خريطة القطاع، من خلال فراغ سكاني يسهّل السيطرة الأمنية ويُضعف المقاومة.

في ظل هذه التهديدات، يعيش القطاع أكبر كارثة إنسانية في تاريخه، مع نقص حاد في الغذاء، شحّ في المياه، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية. بينما يُمنع السكان من العودة إلى مناطقهم رغم انتهاء العمليات المعلنة فيها، ما يضاعف معاناة مئات آلاف النازحين.

التحذيرات الإسرائيلية الجديدة، التي تصف الشمال بأنه “منطقة عمليات عسكرية نشطة”، تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية عاجلة، في وقت تتصاعد فيه أصوات المنظمات الحقوقية متهمة الاحتلال بارتكاب جرائم تطهير عرقي وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.