ترامب يدفع 72% من البريطانيين لرؤية الولايات المتحدة “تهديدًا عالميًا” غير مسبوق

كشفت دراسة اجتماعية حديثة عن تحول حاد في نظرة الشارع البريطاني تجاه الولايات المتحدة، حيث رأى 72% من البريطانيين أن أمريكا تمثل تهديدًا خطيرًا للسلام العالمي خلال العقد المقبل، وهو أعلى رقم يُسجل في تاريخ استطلاعات الرأي حول هذا الملف، وفقًا لصحيفة الإندبندنت.
ويُعد هذا الرقم قفزة مضاعفة عن نتائج استطلاع الخريف الماضي، حين وصف 36% فقط الولايات المتحدة بالتهديد، ما يشير إلى أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير قد تركت أثرًا مباشرًا وعميقًا على الرأي العام البريطاني.
ورغم أن الاستطلاع أُجري قبل تنفيذ ترامب ضربات جوية ضد إيران في نهاية الأسبوع، إلا أن الباحثين أكدوا أن تصاعد التوترات الدولية، ومواقف ترامب الحادة تجاه الحلفاء الأوروبيين والرئيس الأوكراني زيلينسكي، كانت كافية لإثارة المخاوف، بل وتوسيع الفجوة السياسية داخل بريطانيا نفسها.
أوضح تقرير المركز الوطني للبحوث الاجتماعية أن المواقف تجاه واشنطن تنقسم بوضوح على أسس حزبية داخل بريطانيا:
96% من أنصار حزب الخضر
81% من مؤيدي حزب العمال
يعتبرون الولايات المتحدة تهديدًا للأمن العالمي.
بينما:
68% من مؤيدي حزب المحافظين
41% من أنصار حزب الإصلاح
يشاطرون هذا الرأي، مما يعكس تباينًا في الثقة بين التيارات اليسارية والمحافظة تجاه السياسات الأمريكية.
القلق من التهديدات الأمنية لم يتوقف عند حدود الإدراك، بل تُرجم أيضًا إلى ارتفاع واضح في مطالب زيادة الإنفاق العسكري، حيث اعتبر واحد من كل عشرة بريطانيين (9%) أن الدفاع يجب أن يكون أولوية الإنفاق الحكومي، وهو أعلى مستوى منذ بدء رصد هذه البيانات.
وعلق جيانفرانكو أداريو، مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحوث الاجتماعية، أن نتائج الدراسة لم تتعمق في الأسباب الدقيقة وراء اعتبار ترامب والولايات المتحدة تهديدًا، لكنها أظهرت أن تصاعد الأزمات العالمية وإعادة انتخاب ترامب كانا محفزين واضحين لهذا التصور المتنامي.
وأضاف: “من الواضح أن نظرة البريطانيين لدور أمريكا العالمي باتت أكثر قلقًا من أي وقت مضى، وهذا مؤشر خطير على شرخ متزايد في ثقة الحلفاء الغربيين ببعضهم”.
تعليقات 0