ترامب يعلن استعداده للتدخل لإنقاذ نتنياهو من محاكمة الفساد ويصفه بـ«القائد الموهوب»

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته التدخل في محاكمة الفساد التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، مؤكدًا أنه يسعى لمساعدته “للخروج من الأزمة قليلاً”، في إشارة واضحة إلى دعمه السياسي له في وجه الاتهامات التي تحاصره منذ سنوات.
جاءت تصريحات ترامب خلال لقائه ببرنامج “60 دقيقة” الذي تبثه شبكة CBS الأمريكية مساء الأحد، حيث تحدث مطولًا عن الوضع في إسرائيل، مشيرًا إلى أن نتنياهو “رجل موهوب للغاية” و”القائد الذي احتاجته إسرائيل في زمن الحرب”، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه يرى أن تل أبيب “لا تعامل نتنياهو كما يجب”.
وقال ترامب في المقابلة: “لا أعتقد أنهم يتعاملون معه بعدل، فهو يواجه محاكمة على أمور بسيطة، وسنتدخل لمساعدته للخروج قليلًا من هذه المحنة، لأن ما يحدث ليس منصفًا على الإطلاق.”
مواقف سابقة لترامب دعمت نتنياهو
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُبدي فيها ترامب دفاعه العلني عن نتنياهو، فقد سبق له أن دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، خلال خطابه أمام الكنيست الشهر الماضي، إلى العفو عن نتنياهو المتهم في ثلاث قضايا فساد كبرى.
وخلال كلمته حينها، سخر ترامب من الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو، قائلاً باستهجان: “سيجار وشمبانيا.. من يهتم بهذا؟” في إشارة إلى الهدايا غير القانونية التي تُعد أحد محاور القضية، مضيفًا أن نتنياهو هو من طلب منه التطرق إلى هذا الملف خلال خطابه بالكنيست.
كما نشر ترامب سلسلة من المنشورات عبر منصته “تروث سوشيال” في يونيو الماضي، دعا فيها بشكل مباشر إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، معتبرًا أن ما يجري “حملة سياسية منظمة تهدف لتشويه صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي”.
تفاصيل قضايا الفساد ضد نتنياهو
ويواجه نتنياهو ثلاث قضايا منفصلة تتعلق باتهامات الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، إذ تشير التحقيقات إلى أنه تلقى هدايا بقيمة تتجاوز 200 ألف دولار من رجال أعمال أثرياء، مقابل منحهم مزايا تنظيمية بملايين الدولارات، إلى جانب تهم تتعلق بتقديم تغطية إعلامية مواتية له من شركات اتصالات كبرى.
ومنذ انطلاق المحاكمة قبل نحو أربع سنوات، لجأ نتنياهو إلى تكتيكات قانونية متعددة لتأجيل الجلسات وتأخير صدور الحكم، في حين أكد رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي سابقًا أن رئيس الوزراء “يحاول استخدام سلطاته لتجميد القضية بالكامل”.
تصريحات ترامب بشأن خلافاته مع نتنياهو
وفي ختام المقابلة التلفزيونية، أقر ترامب بأنه لم يكن دائمًا على وفاق مع نتنياهو، قائلاً: “كانت هناك أمور لم تعجبني مما فعله، وكنت أضطر أحيانًا لدفعه في اتجاهات معينة خاصة في ملف اتفاق السلام في غزة.”، مؤكدًا رغم ذلك أنه يرى في نتنياهو “زعيمًا قويًا يستحق الدعم وليس الإدانة”.
بهذه التصريحات، يُعيد ترامب فتح ملف شائك يتعلق بتدخله في الشؤون الداخلية الإسرائيلية، الأمر الذي قد يُثير موجة من الجدل السياسي والإعلامي في كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الفترة المقبلة.


تعليقات 0