ترامب يناور بين الحرب والدبلوماسية مع إيران وسط خدع عسكرية
وضربات أمريكية سرية

كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير مثير، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي بدا مترددًا في البداية بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران، انخرط لاحقًا في توجيه ضربات دقيقة للمنشآت النووية الإيرانية، مستخدمًا مزيجًا من المناورات السياسية والخداع العسكري.
وقالت الصحيفة إن ترامب أعلن الأسبوع الماضي مهلة أسبوعين قبل تحديد موقفه من الحرب، في ما وصفته الصحيفة بأنه جزء من عملية تضليل مدروسة، جرت خلال ثمانية أيام فوضوية بدأت بضربات إسرائيل ووصلت إلى أول قصف أمريكي مباشر داخل إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وأشارت الصحيفة إلى أن مستشاري ترامب وقيادات البنتاجون انقسموا بين دعاة التصعيد العسكري وأنصار الدبلوماسية، في محاولة للتأثير على قرارات رئيس بدا، بحسب التقرير، متقلبًا ومزاجيًا، يعلن قراراته حسب اللحظة.
وفي واحدة من أكثر اللحظات المثيرة للجدل، كتب ترامب على منصة تروث سوشيال قائلًا: “على الجميع إخلاء طهران فورًا”، ثم تبعها بتصريحات غامضة من قمة G7 حول “أمر أكبر من وقف إطلاق النار”، ما تسبب في قلق بالغ داخل القيادة المركزية الأمريكية، وسط خشية من أن يكون الرئيس قد أفشى توقيت الضربة العسكرية دون قصد.
وفي إطار حرب الخداع، استخدم الجيش الأمريكي طائرات B-2 الشبحية في خطة خداع جوي محكمة، تمثلت في إرسال سرب يتجه غربًا فوق المحيط الهادئ، في مسار مكشوف لمتابعي حركة الطيران، لإيهام إيران بأن الهجوم قادم من ذلك الاتجاه، بينما جاءت الضربات من محور مختلف تمامًا.
وأكدت الصحيفة أن خطة الهجوم كانت جاهزة بالفعل عند إعلان ترامب عن مهلة الأسبوعين، وأن القوات الأمريكية كانت تتحرك بالفعل نحو مواقع التمركز في الشرق الأوسط، في وقت كان الرئيس لا يزال يتحدث عن “فرص الحل الدبلوماسي”.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن خداع B-2 لم يكن فقط وسيلة لتضليل إيران، بل أداة لتنظيم الفوضى التي أحدثها ترامب نفسه بتصريحاته المتضاربة.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن الجيش عمل على توفير الحماية المسبقة للقوات الأمريكية تحسبًا لأي رد إيراني.
تعليقات 0